“لوبي عربي” في مواجهة صلف “الاحتلال”.. وديمومة الرفض “لصفقة القرن”/ عدنان نصار
مشاركة
كنانة نيوز –
“لوبي عربي” في مواجهة صلف “الاحتلال”.. وديمومة الرفض “لصفقة القرن”
عدنان نصار
سنوات بؤس وطني وقومي طويلة ،مرت على الشعب العربي ،سنوات عجاف أرهقت صمتنا، وسلبت أحلامنا ، وأغلقت نوافذ الأمل فينا ، وعطلت أبواب التجديد الوطني والقومي ..لكنها لم تلغي تلك السنوات إرادتنا.
سنوات طويلة ، ونحن في غيابة الجب ،ننتظر قافلة سيارة ،تعيد لنا الارتواء بعد الظمأ، والنور بعد الظلام ، والقوة بعد الضعف..ضعف قدره ساستنا على تحقيق الحد الأدنى من أحلامنا الوطنية ، وصلبونا في محراب “تأليههم” بدل محاربة الاصنام ..اصنام الردة الذين اغلقوا الأبواب علينا ،ليدخلوا إلينا الجلادين والظالمين ، بثوب عدالة زائف ..وسراق وطن ،ليتفرعنوا على أمة عربية واحدة ..ويسعون لإصطيادها دولة تلو دولة ، لإيقاعها في الشرك الوطني والقومي ..سنوات ما أنفك العدو الإسرائيلي عن العربدة علينا ، بصلف لا يليق إلا بالمتخاذلين، والشياطين ،والساقطين.
ها هي الأمة ، تدفع اليوم ثمن تخاذلها، وتقبض ثمن بخس على منجزها ، كما اراده العدو الاسرائيلي الذي ما انفك عن اللعب على المتناقضات العربية – العربية ، وراح العدو بكل صلفه وسماجته في رحلة صيد اصطاد عبر سنوات فائتة دولة بعد دولة ، ليخلع عنها رداء المقاومة والرفض ،فسارع – اي العدو الاسرائيلي – في تحويل المقاطعة إلى وصل ، والرفض إلى تطبيع ، والاحتلال إلى شرعية ، والمقاومة إلى ارهاب ..وصل خلال العقود الأربعة الفائتة إلى تحقيق ما عجزت عنه الدبابة عبر الحروب العربية – الاسرائيلية .
آن الآوان أن تعيد الأمة ترتيب اولوياتها تجاه القدس وفلسطين، بعيدا عن طلاسم وأكذوبة” الجيش الذي لا يقهر” ..
آن الآوان ، الحديث عن القدس عربيا بشكل أكثر جدية ، وبصلابة سياسية عربية رسمية ، لنعيد ما أمكن ما أفقدتنا إياه سياسة التخاذل ،والخطابات الإنشائية التي اتعبت آذان الشعب وقلوبهم، آن الأوان ان تلقى الماكرفونات الباذخة في سلة المهملات ، لنعيد نتاج الخطاب السياسي العربي بلغة أكثر وضوحا، واكبر نضجا ، واعمق فهما ، ..وهي فرصة عربية تاريخية للتأكيد أن لا تعايش ولا سلام دون القدس، ودولة فلسطينية مستقلة.
ها هو الناخب “الاسرائيلي” يعيد إلى سدة الاحتلال الأكثر تطرفا، والأكثر عنجهية، والأكثر كرها لكل ما هو عربي ..وبمجرد تشكيل حكومة احتلال متطرفة النزعة ، دموية التفكير ، ستسعى حكومة نتنياهو بكل ما أوتيت من كره للعرب والفلسطينيين بتنفيذ برنامجها الذي يستهدف المسجد الأقصى ، والقدس ، والعودة إلى محاولات احياء الفكرة الميتة المقيتة والمرفوضة “صفقة القرن”..كما ستشتغل حكومة الاحتلال على إعادة نتاج فكرها السياسي المصاب بالاختلال اصلا .
آن لم يكن في المرحلة المقبلة ، موقفا عربيا موحدا في حده الأدنى سياسيا ،تجاه القضية الفلسطينية ، سيسعى بالمقابل نتنياهو إلى استثمار التفتت العربي الرسمي ، وتنفيذ أحلامه المريضة..فتشكيل “لوبي سياسي عربي ” سيحدث صدمة سياسية تؤد الى اختلال سياسة الاحتلال.
الرهان الآن ، على ديمومة الرفض “لصفقة القرن” ، والعمل على مواجهتها لقطع الطريق على حكومة احتلالية تسعى للعب والاستفادة من غياب الموقف العربي الرسمي..
صار الموقف العربي الرسمي حاليا، أكثر ضرورة ، واشد الحاحا، واعمق حاجة ، لمواجهة صلف اسرائيلي يصر على ممارسة العربدة ، والنمردة والتطاول على أرض فلسطينية محتلة ، واشهار آلته الحربية في وجه أبناء فلسطين العزل من كل الأسلحة، الا سلاح الارادة ..إرادة التحرر من طوق الاحتلال ، وتعميق هوية الوطن الفلسطيني.