كنانة نيوز –
الكاتب الصحفي عدنان نصار يكتب: البرلمان الأردني.. خط الدفاع الأول عن الحكومة.. وخفافيش ظلام تتبختر في النهار!
عدنان نصار
الشهور القليلة الفائتة وضعت الإنسان الأردني، في أزمة التعريف بمفهوم الانتماء ، والدور المناط بمجلس النواب ، وهي أزمة تضاف إلى سلسلة أزمات يعيشها المجتمع الأردني من مختلف مكوناته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية.
الإنسان الأردني، يعيش منذ سنوات طويلة في بحيرة من الحيرة، وحدائق متصحرة من الأمل، وانهار يصنعها الأردني من الخمر والعسل ،على أمل الخروج من أسئلة الحيرة إلى أجوبة مقنعة مترجمة عمليا من الناحية الاقتصادية على أرض واقع اقتصادي مر أيضا اضاف تجربة جديدة من مرارة الأردني، و”مرمطته” في رحلة شاقة للبحث عن عيش اقتصادي يليق بكرامة الناس ،وكان الإنسان الأردني قد عقد الأمل على برلمان، (ربما) يأت بحلول لضائقة الناس..غير ان الإنسان الأردني اصيب بخيبة امل ،كان المواطن نفسه يتوقعها قبل وبعد الانتخابات البرلمانية، لعدم ثقة المواطن بسلوكيات الانتخابات غير المقنعة ديمقراطيا ونزاهة.
لست بصدد الحديث عن الانتخابات وخط سيرها، وسلوكها،وقانونها الذي حكم الانتخابات السابقة ..،لكن من الضروري الحديث عن البرلمان الأردني الحالي، وما انتجته الانتخابات ،ففي الوقت الذي يتطلع فيه الإنسان الأردني إلى غد افضل ، يتطلع البرلمان ويطل علينا بسلوكيات استعراضية ، وتسجيل مواقف بقصد الاستحواذ على قاعدة شعبية ، وخطابات عبر الشاشة والسوشال ميديا، مكشوفة الأهداف، ومعروفة النوايا.
هنا، لا بد من التأشير إلى أن الإنسان الأردني فقد ثقته تماما بالبرلمان الأردني الذي يفترض انه “منتخب” ، و(كفر) الإنسان الأردني بكل قيم الديمقراطية المفصلة وفق مقاسات محددة من حيث خطوط الطول والعرض والوزن لكل مرشح مفترض ان يكون عضو في برلمان أيضا تم تفصيله على ” قد المقاس” مسبقا ،فالناس (مثلا) عرفت قبل إجراء الانتخابات السابقة اسم رئيس مجلس النواب في سنته الأولى، وهذا ما حصل فعلا ، فالناس وعبر أدوات التشبيك المجتمعي، والوعي الذي لازم الإنسان جراء تجارب سابقة ومريرة في اكثر من اتجاه سياسي أردني.
لم يعد بالإمكان، ان يتحمل الشارع الشعبي الأردني “برلمان” فيه فائض من الفوضى ، وفائض من السباب والشتيمة والاستعراض ، وتحقيق مكاسب منفعية شخصية ليس آخرها مخصصات مالية شهرية تقدر بنصف مليون دينار أردني سنويا ،ناهيك عن المحاصصة في السفريات وغيرها ،تدفع من عوائد الضرائب والجباية من جيوب الاردنيين..؟!
ولم يعد الإنسان الأردني، الممتلك للوعي والصبر والحكمة ،ان يتحمل مناكفات برلمانية، على حساب هذا الوعي الجمعي المجتمعي، وأن يتحمل منازلات برلمانية على حساب الخسارة المستمرة للإنسان الأردني.
المتتبع للمشهد البرلماني الأردني،يحس تماما ويدرك دون أي جهد ذهني ان البرلمان الأردني بصيغته الراهنة متهالك، وموجه، ولا يمتلك رؤية تشريعية، بقدر ما يمتلك دور صوري مسلوب الارادة ،واختصر رئيس مجلس النواب الحالي عبد الكريم الدغمي قبل وصوله إلى رئاسة البرلمان ، وصف مجلس النواب بأنه “مجرد ديكور” ، وصف اختزل التعبير من برلماني مكرر لعدة دورات.
مجرد ديكور ..هذا أيضا ما يعلنه الإنسان الأردني ،في الشارع ، وثمة تجارب مريرة شهدها مجلس النواب الحالي عكست في مجملها الدور المرسوم لمجلس يفرد عضلات الاستعراض في المديح الحكومي،ولا يقوى ان يغرد خارج سربها ،في وقت يغرد فيه الشعب بما هو أكبر واعمق من حجم اوجاعه على هذا الابتلاء السياسي ويسعى لاسقاط خفافيش الظلام التي تتبختر في النهار..!!
كاتب وصحفي اردني