خطبة الجمعة والأعياد / وليد الجراح

كنانة نيوز –

خطبة الجمعة والأعياد

وليد الجراح
إنّ ما قامت به وزارة الاوقاف الاردنية بتحديد وإلزام خطباء الجمعة أسقط الحكمة البالغة من الخطبة وهي الدعوة إلى الإصلاح والإصلاح لحال الناس
فأصبحت الخطبة تسرد سردا دون النظر الى أحوال الناس وما تقتضيه حاجاتهم في شوؤن أحوالهم ولا معالجة قضاياهم
وبهذا الصنيع خرجوا بالخطب على ان تكون طريقا للدعوة إلى الإصلاح.
ومما يزيد حسن وجمال وقوة ومنفعة الخطبة أن تكون من إنشاء الداعي وتكون أبلغ وأقوى حجة إن ارتجلها ارتجالاً،
فإن الأقوال والخطابة تنتزع هيبتها وتفقد معناها إن قرئت سردا ولم يكتب الخطيب عباراتها ويحدد أفكارها،
كما أن لغة الجسد التي تؤثر في السامع تكون أبلغ وأكثر تأثيرًا في السامعين وأملك لعواطفهم من أقوال صنعها غيره فليس عليه إلا قراءة ألفاظها دون الشعور بها،
وكلنا يعلم أن ما يخرج من اللسان لا يتعدى الاذان وما يخرج من القلب يلامس القلب ذلك أن الخطبة يظهر فيها التصنع فتفقد بلاغتها.
أما أن نجعل الخطبة موحدة فهذا يقتل روح الدعوة وجوهرها،
فضلا عن إسقاط الحكمة منها ؛
فإن ما تحتاجه مجموعة من الناس في تلك البقعة من الأرض قد لا يعني ولا يؤثر أو يترك أثرا في هذه البقعة، وخاصة أننا نعلم أنه يتوجب على الدعاة أن يُسخّروا الوقائع والمشاكل في مجتمعهم للتركيز على قضية معينة في الإصلاح والدعوة حتى يكون لها الأثر الأكبر والمرجو منها والتي شرعت لأجله٠
ومن هنا ومن هذا المنبر الطيب فعلى الدعاة عدم القبول بأن يكونوا أداة يتم تحريكها عن بعد دون تحقيق الهدف المقصود من الخطبة .
وأخيرا هل سيكون في قادم الأيام تسجيل للخطبة كحال الأذان ويتم تشغيل المسجل على المنبر ونستغني عن الخطباء؟! ولا أستبعد ذلك.
أصلح الله أحوالنا وأحوالكم