لماذا اعتقل الكاتب عدنان الروسان/ وليد الجراح
نحن نعلم ان كل من يحارب الفاسدين والفساد والذين عاثوا في الأرض فساداً هو عرضة للاعتقال والسجن اعتقل لانه يعرف مناهج الإصلاح ويبصر الطائفة من قومه الذين يتهافتون على حماية الجهل ويهيمون في كل واد .
نهضت همته ليعمل على افاقتهم من سكرات الفساد ،اعتقل لانه لم يكن يوما مداهنا لمسؤول او متنفذ او ذي جاه او رياسه اذا رآه قد هتك ستر الأدب او عاث في الأرض فسادا .
اعتقل لانه قوي الجأش صابرا على المكاره ذو عزيمة وخلق يقطع لسان الفاسدين بالحجة والبرهان ولا يخاف قول الحق ولا تأخذه بهم لومة لائم ، ولا يبغى رضى بعض الناس فيضمر له البغضاء ويسوموه اذىً وتهكما ولانه لم يستسلم للفاسدين المفسدين كما استسلم غيره من اول منعطف فأبى الا ان يذهب حيث يأمر بمعروف او ينهى عن منكر ولم يكن مختبئا في مواجهتهم فلم يدخل اليأس إلى قلبه ويسد باب الأمل في وجهه متأملا من الله ان يسمع الجميع صوته عارفا لحقوقه وان يسمع من في اذانه وقرا ومن به صمم .
ولانه لم يمسك قلمه عن نصيحتهم وانذارهم لتماديهم في الضلال ولكنكم لا يحبون الناصحين ولانه لم يخاف عدواتهم التي قد تسبب بجهالتهم عليه ولانه لم تأخذه الشفقه والرأفة بهم فحاصرهم بالقلم من كل جانب دون إثارة فتنه او طعن او لعان بل كان همه الوطن الذي انتهك جميع حقوقه .
جريئ على قول كلمة الحق في وجه اصحاب المقامات التي سكتت عن دعوته الآخرون خوفا ومهابتا من سطوته فوجه كلامه خصوصا لا عموما لانه رأى ان يستحق أن يسمع بهذه النصيحه مع انه تكلم بكل ما يستحق من ادب الخطاب ولطف الموعظه.
واخيرا فإنني اقول لمن في قلوبهم زيغ وقد وجدوا من القوة الماديه وسطوة المنصب ما زين لهم سوء اعمالهم انه سيأتي يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فلننظر إلى هذه الدعوة في حقيقتها لا من زاوية اهوائنا التي يزينها الشيطان.
لنا والله ولي اللذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور واللذين كفروا اولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات سدد الله على طريق الخير خطاك وجزاك الله على قول كلمة الحق.