الخنازير البرية مشكلة قديمة حديثة دونما وجود حلول جذرية على ارض الواقع

كنانه نيوز –

يقف مزارعون في محافظة اربد عاجزين , لا يملكون من أمرهم شيئاً , أمام هجوم قطعان الخنازير البرية على مزروعاتهم مسببة الخسائر المادية لهم , وملحقة الخراب والدمار بمزروعاتهم المختلفة التي عليها عقدوا آمالاً عراضاً في سبيل تحسين واقعهم المعيشي والاقتصادي الصعب , وانهم يشاهدون هذه القطعان تصول وتجول بين بساتينهم وفي بعض الأحيان بين منازلهم دون ان ” يرف ” لها جفن ,ويقفون حيرى أمام هذه المشكلة القديمة التي عليها مضى أكثر من عشرين عاماً دون الوصول لحلول جذرية وسريعة وفاعلة لها .

 

وأشار مزارعون من عدد من مناطق محافظة اربد الى انهم يواجهون مشكلة قديمة جديدة , تؤثر سلباً على مزروعاتهم الصيفية وعلى الأشجار المثمرة , والمتمثلة بالخنازير التي تعيث الخراب والدمار حيثما حلت وأقدامها وطئت , وانهم لا يتمكنون من الإتيان بأي عمل من شأنه الحيلولة دون إستمرارية هذا التغول والهجوم من قبلها على مزروعاتهم , كون المناطق التي تقع بها مزروعاتهم تقع في مناطق حدودية , و في ظل هذا الوضع لا يمكنهم استخدام اسلوب القنص او التسميم في عملية مكافحة الخنازير البرية التي أتت على أخضر الزرع ويابسه .

 

وأعربوا عن تخوفهم من أنهم لن يتمكنوا في الأعوام القادمة من القيام بعمليات زراعة للأراضي التي تتعرض لهجوم قطعان الخنازير بصورة مستمرة , وانهم سيحجمون عن زراعتها تجنباً لحدوث المزيد من الخسائر المادية والعينية والمعنوية , وأنهم سيكتفون بالنظر اليها , وأنهم سيتركونها بورا دونما زراعة , فقد دفعوا الكثير , ولم يبق لديهم شيئ .

 

وأضافوا بأن حجم المشكلة يزداد يوما بعد يوم , وان الخنازير لم يتقصر ظهورها وهجومها على المزروعاتفي المختلفة في اوقات الليل , بل تطور الأمر وباتت تهاجمها والمنازل والاحياء السكنية نهارا جهارا , وأنها لم تعد تخف من أي شيء ,ولم تعد تعبأ بالمزارعين الذين يقفون على أطراف بساتينهم ومزارعهم وكلهم خوف ووجل من ضياعها وتعبهم هباء ,

وزادوا بأنهم آمالهم بإنهاء معاناتهم مع الخنازير البرية والتي إمتدت على مدى سنوات طويلة بدأت بالتلاشي , حد العدم , خاصة أمام عدم حضور الجهات المعنية والرئيسة للعديد من الإجتماعات التي يتم عقدها لمناقشة سبل وطرق مكافحة الخنازير, خاصة وان هذه الجهات المختصة تعتبر الحلقة الرئيسة في مجال المكافحة ,وبدونها فإن كافة محاولات ايجاد حلول لهذه المشكلة تبقى عقيمة ودونما جدوى .

 

وبالعودة الى الجانب الرسمي بالموضوع ؛ فقد تم الاتفاق ومن خلال إجتماعات عديدة ترأسها الحاكم الاداري / متصرف لواء بني كنانه عمر القضاة وبحضور الجهات الرسمية والاهلية المعنية ومزارعين على تحديد أشهر للمكافحة وعلى فترتين , الى جانب الاتفاق على تحديد فرق مكافحة للخنازير وبصورة حصرية الخنازير ولا خلافها , وغيرها من الاجراءات الكفيلة بالحد من تغول الخنازير على الممتلكات والمزروعات المختلفة .

 

ويبقى السؤال الذي يحتاج لاجابة ,,الى متى سيظل مزارعونا يدفعون الثمن وحدهم من قوتهم وعيالهم , والى متى سيبقون يعانون من هذه الخنازير التي تهاجمهم جهارا نهارا غير عابئة بجهد او تعب او مال ,, والى متى سيظل المزارع الحلقة الأضعف ,, ؟!.