ضمن الاحتفال بأسبوع عرار الثقافي ندوة حوارية بعنوان ” عرار الشاعر الأنسان” / صور

كنانه نيوز – ثقافة – بكر محمد عبيدات
ضمن الاحتفال بأسبوع عرار الثقافي ،نظم بيت عرار الثقافي التابعة لمديرية الثقافة في محافظة اربد ندوة حوارية وسمت بعنوان { عرار : الشاعر الانسان } شارك فيها كل من العميد المهندس ” محمد خير ” سعد التل والدكتور حسين المحافظة والشاعر أحمد طناش الشطناوي , بحضور مديرة البيت فاطمة الصباحين وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والحضاري في محافظة اربد , في الساحة الخارجية للبيت الثقافي .
 
وأشار العميد المهندس التل الى انه وجد ومن خلال بحثه عن معلومات عن الشاعر الكبير عرار , بان البعض لم ينصفه , وان كثيرا من الباحثين وممن كتب في سيرة عرار , ركز في كتاباته على الامور السلبية من تعاطيه للخمر ومرافقته للنور , وتم طمس ايجابياته الكثيرة , وان معظم الدراسات والمقالات التي تنشر عن عرار لا ترى فيه الا السلبيات مما سلف ذكره ’ وان الدارسين لسيرته لا يكتفون بذلك ’ بل يتناسون ويهملون محاسنه ’ مدللا على ذلك بما أشار اليه الكاتب زياد ابو غنيمة – وهو ابن إخت عرار – في كتيب عن خاله الشاعر عرار , وانه من باب الواجب علينا ان نبين ايجابياته التي ينبغي ان يعرفها الناس لا أن تبقى طي النسيان .
وإستعرض العميد المهندس التل مراحل حياة شاعر الاردن عرار بدءا من ولادته في الخامس والعشرين من أيار من عام 1899 وحتى وفاته في الخامس والعشرين من ايار في عام 1949 ’ عن عمر ناهز الخمسين عاما , قضاها متنقلا بين المناصب المختلفة , فتارة كان يعمل في التربية والتعليم – المعارف وقتذاك – وبين السلك القضائي , وتارة ثالثة يتم سجنه ونفيه بسبب مواقفه التي لا تتوافق وطموح المحتلين ومن يتعاون معهم من الحكومات المحلية في ذلك الوقت , وكان يتنقل من منفى لمنفى بسبب عدم قبوله بسياسات تلك الحكومات البغيضة ’ لافتا الى انه تزوج 4 مرات وأنجب منهن ابناء وبنات ومن بينهم الشهيد البطل وصفي التل واخرين وأخريات .
 
وبين العميد التل بان عرار كان يحمل بين ثناياه هموما عديدة , ليس هم اربد وحدها , بل هموم اردنية وعربية ودولية , وان بعضهم وصفه بقوس قزح من حيث الهموم التي يحملها , فكانت تتشابك وتتداخل فيما بينها , فهناك هما اربدي والشرق اردني وعربي بشرقع وغربه وفلسطيني وشامي ’ وكان ملازما لمجالس والده صالح المصطفى التل الذي كان احد رجالات الحركة الوطنية المقاومة لمظالم حكومة حزب الاتحاد والترقي الطورانية , ومن الطبيعي والحالة هذه ان يكون عرار من الرافضين للظلم الذي وقع على افراد شعبه , وتركت هذه الحقيقة المريرة في وعيه وتفكيره وشعره , كراهية المحتل الانجليزي والفرنسي , والتي ظهرت جلية واضحه في اشعاره , مقدما في النهاية شكره للقائمين على هذه الفعالية المميزة , متمنيا استمرارية عقد مثلها مستقبلا لما لذلك من فائدة ومنفعة تنعكس على المواطنين وفي إثراء للمعلومات خاصة بالنسبة للناشئة منهم .
وأشار المؤرخ المحافظة الى اننا هنا أمام ظاهرة انسانية قل ان نجد لها مثيلا عبر التاريخ الحاضر منه والسابق والقادم , واننا بمواجهة ظاهرة إنسانية ’ لها دلالات أخلاقية وسياسية واقتصادية وحضارية وتاريخية , وانه لا يمكن ان نفي هذه الظاهرة – عرار – حقها بكلمات قليلة تقال في مناسية , بل ان علينا ان نتوقف عندها كثيرا , وان نقرأ كافة الجوانب المتعلقة بها دراسة وافية متعمقة كي نصل الى ما اليه نرجو ونأمل ’ ولا نقف امام محطة واحدة من مراحل حياته ونكتفي , بل يتحتم علينا ان نقف على كافة مراحل حياته , فلكل منها خاصيتها وميزاتها التي تميزها عن غيرها مع وجود بعض التداخلات والتفاصيل فيما بينها جميعا .
ولفت المؤرخ الدكتور المحافظة الى انه بات علينا كدارسين وباحثين ومؤرخين بيان الجوانب الايجابية وغيرها من حياة شاعر الاردن الكبير – عرار – , ذاك الشاعر السياسي القانوني الذي ادرك منذ نعومة اظفاره حجم الخطر الذي يتهدد وطنه الاردني – شرق الاردن وقتذاك – والعالم العربي , وانه عمل جاهدا وبالتعاون مع غيره من الغيارى على المصالح العربية من الاردنيين والعرب على مقاومة اطماعهم بكل ما أوتوا من قوة وعزم , وانه جراء ذاك تعرض للعديد من الامور : من سجن ونفي ومنعه من ممارسة عمله بالصورة المناسبة والتضييق عليه في معيشته وغيرها من الامور التي من شأنها دفع الانسان ومنعه من ممارسة نشاطاته الاخرى .
وأوضح المؤرخ الدكتور المحافظة بان شخصية عرار عكست صورة الانسان المقاوم الرافض لكافة اشكال الظلم والبغي من قبل المحتل الذي يتخذ اشكالا عديدة , وأنه كان يدافع عن قضيته بكل ما أوتي من عزم وقوة , وكان مصرا على ذلك برغم ما واجهه من صعوبات في حياته , وأنه يمكننا ان نصفه بالانشان الشاعر الواعي , والذي تمكن من يوازن بين نزعاته العربية والشرق اردنية والانسانية في سبيل الوصول الى ما يريد , وفيه كثير من الاستقامة والوعي والحكمة , وكان الحامل للهم العربي والاردني والفلسطيني , وتأتي ذلك من خلال مجالسته لأبيه ومن معه من الاحرار العرب الاوائل الذين آثرو التضحية بانفسهم في سبيل الدفاع عن وطنهم وقضاياهم العربية , مقدما الشكر والتقدير والعرفان لمن قام على تنظيم هذه الفعالية المميزة بكل تفاصيلها وابعادها , متمنيا ان نعطي عن عرار ,, الشاعر الانسان ,, الصورة الطبيبة المناسبة ,ونبتعد عن أخذ الصورة التي تتنافى وصورته الحقيقية , وان نكون دقيقين فيما نتاقله من معلومات حوله , وغيره من القامات الوطنية الاردنية والعربية .
وقرأ الشاعر الشطناوي العديد من قصائد الشاعر الاردني الكبير عرار , والتي نالت استحسان الحضور .
وجرى في نهاية الندوة الحوارية نقاش موسع حول العديد من الامور التي تم طرحها والتطرق اليها من خلال المحاضرين.

لا يتوفر وصف.لا يتوفر وصف.لا يتوفر وصف.لا يتوفر وصف.لا يتوفر وصف.