قصيدة “عَرُوس جنين ” للصفصافة التونسية الشاعرة “منية نعيمة جلال “

قصيدة “عَرُوس جنين ” للصفصافة التونسية
الشاعرة “منية نعيمة جلال “
 
كنانة نيوز- ثقافة – هاشم خليل :
كلما تصاعدت معاناة الشعب الفلسطيني وتوالت الأزمات التي يعيشها منذ عشرات السنيين، تصدح حناجر الشعراء العرب والفلسطينين ، بكلمات أقوى من الرصاص من أجل الدفاع عن شعبهم ضد الإحتلال ، والتأكيد على حقوقهم المشروعة المختلفة ، وحقهم في النضال حتى تحرير فلسطين .
ومن الشعراء العرب الذين تحدثوا عن نضال أهل جنين ومخيمها اسطورة الصمود والتصدي، واستشهاد الصحافية الفلسطينية مثال الشجاعة والمهنية ” شرين أبو عاقلة ” الشاعرة التونسية “منية نعيمة جلال” في قصيدتها (عروس جنين ) .
على أرض جنين البطولة ( جنين الولادة للمناضلين المصرّين على الحياة، من يعطون أبناء بلدهم الأمل بالتحرير، في فترة هي الأكثر شراسة من ملاحقة الاحتلال، وملاحقة أجهزة السلطة )، تمت عملية إعدام جبان لهذه الصبية الجريئة، التي اشتغلت بواسطة ميكرفون وكاميرا على كشف بطش المحتل الصهيوني على حقيقته، في سياساته الغاشمة، الاستعمارية والعنصرية والوحشية.
ونستذكر في هذا المقام ما قالته شرين أبو عاقلة عن جنين وصمودها في مقال صحفي : “جنين بالنسبة لي ليست قصة عابرة في مسيرتي المهنية أو حتى في حياتي الشخصية. إنها المدينة التي يمكن أن ترفع معنوياتي وتساعدني على التحليق عاليا”، وأضافت: “إنها تجسد الروح الفلسطينية التي في بعض الأحيان ترتجف وتقع، لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلاتها وأحلامها”.
زفت عذراء القدس ” عروُس جنين” في يومٌ لا يشبه غيره من الأيام، حيث النفوس تسكنها الطمأنينة، وصور التضحية وتقديم الأرواح رخيصة فداء للوطن، ستظل عروس جنين تسكن ذاكرتنا، و تتربع مع شهدائنا الأبرار على سدتها،الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن .
 
اترككم مع قصيدة ” عروس جنين ” للصفصافة التونسية الشاعرة منية نعيمة جلال .
 
                                                                    لا يتوفر وصف.
“عَرُوسُ جنين”
أَزْهَرَ الحُبُّ بأرضِك ياموتُ
فُزْتَ بِعَذراء القدس عروسا
توشّت بالأبيض والأحمر
تعطّرت برائحة التّراب
تهادت إليك شامخة في خَفر…
.
ونحن ليس لنا إلاّ نُسقِطَ الإدراك
نُلملِمُ دهشتنا
لِنُهنِّئَكَ بأضخم وليمة عُرس
تسلّلت إليها صباحا …
تَمدّدت بجسمها المُخمليّ
سَريْتَ بدمها القاني
سَكَبْتَ روحك بروحها
أسْقَطتَ وعدَها قبل وعدِها
على مشنقةّ الرّصاص…
أيّها الرّاقصُ على نزيف الجراح
إنّك في حضرة ” جنين”
على مُصَلَّى سيّدة
في أوْجِ طقوسها
لن تُسقِط نَذْرَها بالتّقادم
حوّلت صدرها معبرا
يَخترِقُ مضيقَك…
ٱرفَع رأسك للسّماء
حَيِّ على الشّهادة…..
حَيّ على البقاء
إشّهَدّ أنْ لا مَوْتَ إلاّ للطغاة
“شرين” لم تَمُتْ
ونحن لن نَشُقَّ الجيوب
” عذراء القدس”
اغتسلت فجرا
بلون الشّروق
ٱكتحَلتْ بِإثْمِدِ الحريّة
زُفّت عروسا
هاهي تعلو.. وتعلو
هاهي تسمو… وتسمو
تُرَفرفُ…
تُغطّي بجناحيْها كلّ السماء
لِتُبعَثَ في الكون ٱمرأة أبَديّةً
” شرين” أسقطت المسافات
بين هنا وهناك…
أسقطت الفوارق
بين الموت واللاّموت
غَدت قوت حمام…
شَعب خيام…
غدت بسمة ورد
سنى برق… فجرا كالحرير
أيّها الموت الثّمل
إذا كان بيننا وبينك
مواكبّ حتف…
مواسم سكرى بالجنائز
أقداحُ يُتم بالكاد نَتَجرّعها
فبينك وبين ” شرين”
سَفَرٌ عاطفيّ
عشق أزليّ
محطّات لألف عناق وعناق
وَهَبتكَ صِباها لعقدين ونيف
كم جالستها…
كم واعدتها…
كم غازلت عيونها الخُضر..
كم داعبت خصلات شعرها
بأصابعك الليلكيّة…
كم أستَدرجتها لتوابيتك
كم روادتها لتُشكّل خطوط قدرها
كما خطوط قدرك
بينكما ميثاق ووعد…
قلت :” سيّدتي نتهادنُ
على الدّعة والسّلم”….
في صباح الفجيعة
كتبت ” شرين ”
أنا في طريقي إلى “جنين”
هي لم تُدْرِك أنَك رَجلٌ غويّ
من سلالة بني صهيون
مفتون بذكورة جائرة
لِتَزُفّها إليك ” عروس صباح”
أرسمها يا موت
خارج دائرتك
أرسمها كلمة…
وعدا…
حلما….
فرحا ….
وشما على خاصرة التّاريخ
ردّدها أهزوجة عشق…
سجّل أنّ عروس ” جنين”
أضحت” شمسَ حُريّة”
غدت ” وطنا مُفَدّى”