أيادي آثمة / أسامة طارق الزعبي

كنانة نيوز – مقالات – كتب رئيس التحرير 
أيادي آثمة  / أسامة طارق الزعبي
آيادي آثمة افتعلت حريقاً مرعباً في محمية غابات اليرموك في لواء بني كنانة ، أتت على أكثر من 1630 دونماً من أراضي المحمية لولا لطف الله ، والجهود الجبارة لرجال الدفاع المدني ، والغيورين من أبناء المنطقة ، للسيطرة على الحريق ووقف امتداده إلى باقي المساحات والغابات الحرجية الواسعة التي يتميز بها لواء بني كنانة.
في كل صيف من كل عام تكون هناك حرائق كبيرة ومرعبة في لواء بني كنانة وخاصة في المناطق الحدودية، وأكثرها مفتعل ومقصود، وتنتهي الحكاية بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الاسباب ،دون أن نعرف الأسباب ،  ودون وضع أي حلول أو خطط ناجعة للسيطرة على الحرائق مستقبلاً.
ناشدنا ونبهنا كثيراً بضرورة حماية هذه الغابات الحرجية الواسعة في بني كنانة ، والتي تحوي أشجاراً معمرة ونادرة ،وهي متنفس طبيعي وحيوي لسكان المنطقة وزوارها من داخل الأردن وخارجه ، نظراً للمزايا الطبيعية التي يتمتع به لواء بني كنانة ،كوجود العديد من الاماكن السياحية والاثرية والتاريخية في اللواء ، كمدينة أم قيس الاثرية ،ومدينة أبيلا والحمامات المعدنية وبانوراما معركة اليرموك الخالدة ،وغابات ملكا وأم قبس والعشة ، ونهر اليرموك ،والكثير من الاماكن السياحية والأثرية والتاريخية الاخرى.
اعتقد جازماً أن هناك تقصير واضح من كافة المسؤولين المعنيين في اللواء والمركز ،أولها عدم الاهتمام بالأماكن السياحية والاثرية واستثمارها بالشكل المطلوب ،فلا يعقل أن معظم الأماكن تفتقر لابسط الخدمات كالحمامات العامة ، والحاويات ، والنظافة ، وعمل ساحات عامة للسيارات ، وأماكن خاصة للأطفال ،وتوسعة وصيانة الطرق الداخلية للأماكن السياحية ، والكثير الكثير ، إضافة إلى ضرورة العمل على فتح ممرات آمنة داخل الاحراش لتمكين سيارات الاطفاء من الوصول لمعظم المناطق الحرجية بكل يسر وسهولة نظراً لتضاريس وصعوبة المنطقة جغرافياً واستحالة التعامل معها احياناً ، مما يتطلب عملاً جباراً من رجال الدفاع المدني وهذا ما كان.. فلهم كل التحية والاحترام .
بني كنانة تستحق منا الكثير ، ويجب مراجعة ما حدث وسيحدث مستقبلاً  من حرائق أو أي طارئ لا سمح الله ،من إعادة النظر ووضع خطط واقعية وقابلة للتطبيق ،وما أسهلها عندما نمتلك الأمانة والإرادة في العمل ، والتعاون مع كافة الجهات المعنية كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤسفة مستقبلاً والله ولي التوفيق.