خطباء المساجد ببني كنانة يؤكدون على ضرورة العمل للحد من الحوادث المرورية

كنانه نيوز –

أكد خطباء المساجد في مختلف مناطق لواء بني كنانه على ضرورة العمل على إيجاد حلول جذرية وفاعلة لمشكلة حوادث السير ’ لما لها من تهديد للارواح وإتلاف للامول , وان الشريعة الاسلامية قامت على تحقيق العديد من المقاصد , ومن اهمها الحفاظ على الارواح والممتلكات والاموال , وان الله تعالى قد كرم الانسان , ومن مظاهر التكرين أن سهل له طرق التنقل والسفر والترحال, وسخر له الانعام والدواب , وعلّمه صُنع المراكب ووسائل النقل المتعددة،  لذلك كان حقاً على الإنسان أن يؤدي شُكر هذه النعمة العظيمة حتى لا تنقلب إلى نقمة على أصحابها، فالإنسان ما كان له أن يصنعها أو أن يذللها له إلا بتسخيرٍ من الله تعالى وتذليل للأدوات وتهيأة للعقول والمهارات،.

 

ونوهوا بانه ولما سبق ؛ فإنه  ينبغي على الإنسان أن يحسن التعامل معها وأن يستعملها فيما فيه خيره ورقيه، وفيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وقد علمنا الله عز وجلّ أن ندعو دعاء الركوب عند استخدام هذه الوسائل ليبقى المُسلم ذاكراً لهذه النعمة شاكراً لها، فقال سبحانه: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ، لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) الزخرف: 12-14.

ولفت خطيب مسجد حمزه بن عبد المطلب في منطقة حاتم ببلدية السرو الشيخ عدي ابراهيم العمري الى وقد   رسالة الإسلام جاءت  عامة شاملة،و لم تترك جانباً من جوانب الحياة إلا ونظّمته، ومن ذلك تنظيمها لاستخدام الشوارع والطرقات العامة، فجعلت للطرقات والسير فيها آداباً وحقوقاً لا يجوز التعدي عليها، وتتأكد هذه الحرمة وتتعاظم إن أدى هذا التجاوز إلى إزهاق الأرواح، أو ترويع الآمنين، أو إتلاف للممتلكات العامة والخاصة، ولا زلنا للأسف في كل يوم نخسر زهرة من أطفالنا والخيرة من شبابنا، نتيجة الاستهتار بقواعد السير وعدم تطبيقها.

وزاد الشيخ العمري الى انه كم من زوجة ترمّلت، وكم من أطفال تيتموا، وكم من أمٍّ أُثكلت، وكم من عائلة تشتت، بسبب طيش واستهتار بعض السائقين، وعدم مراعاتهم لقواعد المرور التي تُنظم السير على الطرقات، وتشير الإحصائيات إلى أنه في العام الماضي وقع ما يزيد عن مائة وعشرين ألف حادث مروري، بلغ عنه ما يزيد عن ثمانية آلاف إصابة، وأكثر من أربعمائة وستين وفاة، فهذه الأرقام المرعبة، تدقُ ناقوس الخطر، وتدفعنا جميعاً إلى الالتزام بالواجب الشرعي والأخلاقي والقانوني للتصدي للتجاوزات التي تحدث على طرقاتنا.

وأوضح الشيخ العمري بأنه بات  على كل إنسان أن يراعي حقّ الطريق عند استخدامه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه، وفي هذا الحديث دلالة على رعاية حقوق الطريق وآدابها، وعدم جواز الاعتداء على الآخرين بالأذية من خلال مخالفة حقوق الطريق، وكفّ الأذى عن الطريق يشمل مخالفات السير، وقطع الإشارات الحمراء وغيرها من المخالفات التي نصّ عليها القانون.

وأشار الى انه  يجب على السائقين أن يسيروا على الأرض هوناً تلك الصفة التي وصف الله بها عباده حيث قال : ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ الفرقان: 63، هذا كله جعل اتخاذ تدابير من شأنها حماية أرواح الناس، وممتلكاتهم العامة والخاصة مطلباً ضروريا ً وملجأ تحميه الشريعة الإسلامية، خاصة إذا ما علمنا أن شرعنا الحنيف قد أعطى للنفس البشرية حقّها، فحرَّم قتلها دون حقّ قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾ المائدة: 32، وعليه فيُعدُّ الخروج على هذه النصوص الشرعية والقانونية مخالفة صريحة، كما يُعَدُّ المخالف آثماً.                       

وبين بان  الرسول  الكريم – عليه الصلاة واالسلام –  قاعدة عامة في المحافظة على النفس والمال وهي تشمل كافة جوانب الحياة ومنها السير في الطرقات، حيث قال عليه الصلاة (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ، كما أكَّد نبينا الهادي البشير صلى الله عليه وسلم على عِظَمِ حرمة دم المؤمن عند الله تعالى حيث قال: «لزوال الدنيا أهون على الله تعالى من قتل مؤمن بغير حق» صحيح ابن حبان.

وبين بأنه وعليه ؛ فإن الحكم الشرعي هنا يُنصّبُّ على قائد المركبة، والراكب، والماشي، إذا حصل منهم إهمالٌ، أو قلة احترام، أو عدم مراعاة للأنظمة، كالتفريط وهو ترك ما يجب، كعدم الاهتمام وصيانة المركبة أو التعدي وهو فعل مالا يسوغ فعله نظاماً وشرعاً، كالسير بسرعة تزيد عن سرعة الطريق المحددة أو عدم التقيد بقواعد وأولويات المرور , و إن من أهم وسائل الأمن والحماية على الطرقات، تخفيف السرعة والتأني أثناء القيادة لأنه يعود على الإنسان بالخير: قال عليه السلام «إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه» صحيح مسلم، كما ينبغي أن يحذر السائق من الانشغال بغير الطريق، ومن ذلك استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، فقال تعالى: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ الأحزاب: 4، فالتمهل والتركيز على الطريق أمر محمود خاصة إذا كان سيؤدي إلى الحفاظ على الأرواح من التلف والضرر، فإياك و الإفراط في السرعة فهو مصدر لترويع الآمنين والإفساد في الأرض، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما» سنن أبي داود.

 

و اشار الشيخ العمري ال ان ما أجمل الاقتداء برسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث كان يحث أصحابه على التأني في المسير وعلى العجلة، وأن المسلم يتميز بالسكينة وعدم الرعونة أو التهور، فكان يأمر الجمع الهائل من الحجيج ويناديهم رافعاً يده اليمنى قائلاً: «السكينة أيها الناس» مسند الإمام أحمد، وكان يكبح (أي: يُخفّف) من سرعة راحلته بشدِّ زمامها حتى كاد رأسها يلامس رحلها، وذلك خشية أن يشق على المسلمين في سيرهم أو يضايق أحداً في طريقه ، وكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ، فكانت الإبل تُسرع إذا أنشد لها، فكان يأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يخفف حتى لا تتأذى النساء التي تركبها من إسراع الإبل بها، فيقول لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُوَيْدًا يَا أَنْجَشَةُ، لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ» ، فما أجمل أن نتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فلا نفجع أسرة بقتيل أو جريح، ولا نتلف أموالاً ونهدرها بسبب فعل طائش أو تهور غير محسوب.

وختم الشيخ العمري بان يوجد احصائيات لدى ادارة السير بان عدد حوادث السير للعام الماضي بلغت مائة وعشرين ألف حادث , نتج عنها ما يزيد عن أربعمائة وستين حالة وفاة , الى جانب عشرات المئات من الاصابات , كل هذا يدفعنا  تدفعنا  الالتزام بالواجب الشرعي والأخلاقي والقانوني للتصدي للتجاوزات التي تحدث على طرقاتنا.