كلمات في ذكرى وفاة أبي اللواء المتقاعد محمد يوسف عبيدات / الصحفي بكر عبيدات

كنانه نيوز –

” لا أحد مثلك ,,أبي ..، بعض الجمال يشبهك، لكنك كنت ولا زلت الأجمل، ودمت كذلك في قلبي يا أبي. ما أصعب الحياة دون وجودك ، فرقتنا الأيام، وجمعتنا الأحلام، يا ليت كل أيامي أحلام. أبي أني لا أرتاح حتى أبكي كل ليلة لفراقك، أني أتذكرك في كل وقت، ولحظة، وثانية .

أبي العزيز طاب منامك الطويل ، ورحم الله جسدك الذي امتلأ طهراً وغاب عن الدنيا. مؤلم أن ترى وتسمع حديثهم عن آبائهم وأنت تتوارد بك غصات فقد وتغمض عينيك وتقول:” اللهم لا تُذقهم ما ذقت. ربي ارحم أبي تحت الأرض ويوم العرض، يا رب مد له يد رحمتك. كنت ألتجئ لحضنك عندما تضيق بي الدنيا. يا من أشتاق إليه، رحمك الله بقدر ما هزني وجع الحنين إليك .

أبي غفر الله لك ورحمك وآنس وحشتك وجمعنا بك بجنته. ربي اغفر لوالدي الحبيب ما تقدم من ذنبه، وأنر قبره ووسع مضجعه، واجعله يدخل جنتك من غير حساب، وأمن لقائي به في جنات النعيم وفي أحلام ليلي الطويل. لَكِننِي لما وَجَدتُكَ يا أبي رَاحِلاً بَكَيتُ دَماً حَتى بللتُ بِه الثرَى.

لن أتركك، لن أنساك، ولن تلهيني مشاغل الدنيا عنك، أعدك لن تبقى وحيداً يا أبتي وسأظل أدعو لك في كل لحظة. اشتقت لصباح يبدأ بوجه أبي، وصوت أبي وابتسامة أبي.

أبي أقسم لك أنه ما اكتمل أحد في عيني كما اكتملت أنت، رحمك الله. أبي إن أذيتك بدموعي فسامحني فليس للمشتاق حول ولا قوة. أبي أنا لا أبكيك اعتراضاً فهذا أمر ربي ولكنني أبكيك شوقاً واشتياقاً. وإن جاءكم الليل يسأل عني قولوا له أنهكه التمني، رحل أبي فرحلت روحي عني، وفقدت جزءاً مني.

أبي ,,,لا تفارق تفكيري ودعائي يا أبي، أتمنى من الله أن يستجيب مني. أن تفقد أباك معناه أنك تخسر الجدار الذي تستند إليه ويجعلك في مهبّ ريح قد لا ترحم من هم أمثالك. من يملك أباً فليحافظ عليه فوالله الشوق بعد الممات قاتل.

رغم صعوبات الحياة، رغم مشاغلها يا أبي فاسمك لا يفارق شفتي، سأدعو أنا لك. رأيت رجلاً يشبه أبي فظننته هو ثم تذكرت أنه مات ولن يعود أبداً، رحمك الله. أخذك منا الموت، ما كنت أتوقع أن يُسلَب مني أغلى ما أملك، فمتى ستزورني؟ فوالله اشتقت لك وتعبت أن أعيش دونك. وتفاصيل كثيرة دُفِنت بجوارك ، كضحكته تلك التي تمحي كل أحزاني، ونظرته المليئة بالحنان التي تزيل أوجاعي.

ذكرى يوم وفاتك ,, ذكرى تتجدد باستمرار يا لها من ذكرى، تقطع قلبي وتفطر شوقاً لك يا ما ضحكنا سوياً يا ما ضممتني إلى صدرك الحنون، يا ما أتمنى لو عادت الذكريات فهل من كلام يعبر لك عن شوقي لك؟. ولي في غيابك قصة وجع لا تنتهي، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. الحب كله دُفِن مع أبي. ألف كلمة وكلمة لا تزال عالقة في حنجرتي كالغصة لم أخبرك عنها قبل رحيلك أولها أحبك أبي وأشتاقك كثيرًا.

فقدان الأب موت على قيد الحياة، لكن ما يجعلنا نعيش هو الدعاء فنحن نعيش على قيده. برغم كونك رحلت من الدنيا إلّا أنّك لم ترحل مني لا زلت تسكنني، ولا زلت أراك في كل صوب وناحية يا أبي. كانوا يسألوني عن الأمان، أقول: حذاء أبي عند الباب، رحمك الله يا أبي. كسر ظهري بعد موت أبي، ليس بيدي حيلة غير الدعاء لك يا تاج رأسي بالرحمة والمغفرة والفردوس. أخذه الكريم ليريح أوردته من ألم اجتاح جسده الطاهر وبدأ يؤلمه ويؤلم قلوبنا معه. ”

أبي ذكراك لا زالت عالقة بجدران قلبي. أبي سلام على روحك النائمة لمدة طويلة، ورائحتك المختبئة في جوف الأرض، جعلك الله في النعيم، ورزقني رؤيتك يا حبيب , ويكفني فخرا بان اسمي يلي اسمك ,, ولا نقول الا ,,إنا لله وانا اليه راجعون ,, طيب الله مثواك بالطيب والزعفران ,, ورحمك وعفا عنك ,, وغفر لنا ولك ,, ويرحمنا اذا ما صرنا الى ما اليه صرت ووصلت.