20
كنانة نيوز – ثقافة – قراءة أولية في قصيدة ( حوار بين الأم وابنها ) للشاعرة جميلة غضباني
بقلم : الأديب هاشم خليل عبدالغني
![لا يتوفر وصف.](https://scontent.famm2-3.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/277098111_722373842262355_7655350844003950779_n.jpg?_nc_cat=101&ccb=1-5&_nc_sid=ae9488&_nc_eui2=AeFylVUl-3krJQJLpyXrnaE-T_0OtzsB-LVP_Q63OwH4tUNP3lj86-oiZo8IpxGsRSF0380lP8m4D_D4k8z3NRjF&_nc_ohc=Of85J_6OAH0AX9lhrb5&_nc_ht=scontent.famm2-3.fna&oh=03_AVIEY0QdSqR2cUsJ-JYj5DLG8nRaPfxkAGOpxrVnDZznlQ&oe=62665A1E)
الشاعرة جميلة غضباني
جميلة غضباني شاعرة شعبية , تنظم القصائد بالعامية وأحيانا بالفصحى والشعر الشعبي من روائع الكلام وقدْ وصفه جبران بأنه “مثلُ باقة من الرياحين قرب رابية من الحطب”.
وأشعارها تبعث في النفس العاطفة الوجدانية , و تؤجج النخوة والحمية , جعلت قصائدها رهناً للقضايا الإجتماعية والوطنية , لتكريس القيم النبيلة ومكارم الأخلاق , مشاركة وطنها ومجتمعها همومهما وتطلعاتهما ..
لقد قرأت شيئاً من شعر السيدة جميلة غضباني , الذي كنت أجده منشورا على صفحتها في الفيس بوك، فشدتني وجذبتني أشعارها لما تطرحه من قضايا انسانية ووطنية، ووجدانية إلى جانب الرثاء , ولإسلوبها البسيط الراقي .. وفيما يلي سنلقي الضوء على قصيدة جميلة غضبان” حوار بين الأم وابنها”:
شاعرتنا ( غضباني ) من الشاعرات اللواتي يكتبن الشعرالأبوي أي “الأمومة والبنوة” فالأمومة من أقوى الروابط الإنسانية , رابطة تصل الأمّ بأبنائها, وعبرت الشاعرة عن هذه العلاقة , من خلال حرصها على توجيه وصايا تحمل النصح والإرشاد في حوار بين الشاعرة وابنها .. ففي قصيدة بعنوان ( حوار شعري بين الأم وابنها ) تقول في مطلعها:
نوصيك ديمه يا وليدي الغالي
يا سندتي إذا الزمان إشتد
بم توصي الشاعرة إبنها ؟؟ توصيه .. وتزودة بأسلحة يستطيع معها مواجهة الحياة ومشاكلها ومصاعبها ..فتقول :
كلمة الحق ما تردهاش لتالي
وما تعطي لامان حتى لحد
ولا تلڨطش دعا من زوالي
نزلت دموعو مطر تروي الخد
وإذا طلبت أطلب الرب العالي
يعطيك بالقنطار كيف يمد
ها الدنيا ما دايماش الحد
لا دايمه للي بناها قصور
ولا دايمه للي تعب و كد
ففي أوج حماس الشاعرة وحرصها على نقل تجاربها الحياتية , التي ترى أنها تحقق النفع لولدها . .. تتوقف قليلا , لتؤكد أنها تتحدث مع من يفهم غايتها النبيلة :
مع لي يفهم مقصدي نتكلم
وعلى عديم الفهم مالي رد
فتوصي إبنها بقول الحق , وعدم الثقة المطلقة بالناس , وأن يكون مع الله .
ثم تنتقل الشاعرة من الوصايا العامة للوصايا الخاصة .. فتطلب من ابنها أن يُحسن إختيار شريكة حياته .. فتقول :
إذا عشقت اعشق وليدي حرا
وأرجل معاها وكون صافي الود
لا تخليها تجوع لا تتعرا
تراعيك تكسب ودها ما تفد
بنت اصل ما ترمي العيون لبرا
ولا قلبها في هواك يتردد
تحميك من غدر الزمان وشرا
بعد أن استمع ( الإبن ) لنصائح أمه بتمعن وفهم غايتها ومراميها, يجيبها قائلاً:
يما كلامك زين هاني سامع
وصي وزيدي النصح مالو حد
نصحك على ڨلبي مثيل الطابع
ينور ثنيتي وبيه نتفرهد
ربيتيني نظيف سيفي لامع
حاذڨ فطين وتعرفيني نڨد
للزين يما ما سفر الطامع
ولا ڨافله عبت حمول الخد.
مما تقدم نلاحظ أن النص يتسم بالمباشرة المقصودة , فالنص من حيث المضمون يتسم بالصفاء والنقاء والرقة.
اتمنى على السيدة جميلة أن تعمل على التوفيق بين الشكل والمضمون , وتولي البنية اللغوية والصورة الفنية إهتماما خاصاً , فمن شأن هذا أن ينتج قصيدة واثقة ترتكز على أسس سليمة .