الإنتخابات وفتور المزاج العام / أسامة طارق الزعبي

كنانة نيوز – مقالات – كتب رئيس التحرير

الإنتخابات وفتور المزاج العام 

أسامة طارق الزعبي

أيام معدودة تفصلنا عن موعد الإنتخابات البلدية ومجالس المحافظات “اللامركزية ” ومجلس امانة عمان ،ونعلم ان الإنتخابات هي حق دستوري للمواطنين ، لاختيار ممثلين حقيقيين يعبر عن رأي وتطلعات المواطن، والمشاركة في صنع القرار .

والمتابع للعملية الانتخابية والدعاية الانتخابية بين المترشحين ، يلحظ أن هناك فتور عام لدى المترشح والناخب واكتفى معظم المترشحين بإصدار البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي ، وتعليق صورهم فقط حتى دون  شعارات محددة تعرفنا بافكار وتوجهات المترشح ، وزيارات خجولة للمترشحين هنا وهناك أغلبها فردية، واحياناً تكون مع بعض المؤازرين ،لنيل ثقة الناخبين ،من خلال طرح برامجهم ورؤيتهم للعمل البلدي، ومجالس المحافظات ، والتي جاءت في معظمها كلمات فضفاضة وأفكار معادة ومكررة وانشائية وبعضها غير قابل للتطبيق على أرض الواقع.

كما يلحظ المتابع للأجواء العامة للإنتخابات مقارنة بالانتخابات السابقة ،غياب المقرات الإنتخابية للمترشحين ، التي تساهم في شحن همم الناخبين والمؤازرين ، وحثهم للتوجه إلى صناديق الاقتراع ،ورفع معنويات الناخب ،الذي يعيش حالة من الاحباط العام ،واصبح الكثير منهم لا تعنيه الانتخابات ، وما ستفرزه من نتائج ، وهناك دراسات أقرت بان نسب المشاركة ستكون ضعيفة ،مما يحتم علينا جميعاً ،مراجعة الاسباب الحقيقية ، التي أوصلت الناخبين، بعدم المشاركة بالانتخابات، وممارسة حقهم في اختيار ممثليهم والمشاركة في صنع القرار.

هناك قناعات عامة لدى الناخبين ، بان المترشحين لن يحدثوا أي تغيير يذكر ، وبعضهم حتى لا يملكون المواصفات القيادية والخبرات العملية ، لتبوء هذه المناصب الهامة والقدرة على خدمة المجتمع المحلي ، ناهيك أن بعض المترشحين يريدون الوصول للمنصب أو الموقع بأقصر الطرق لغايات ومنفعة شخصية ، واصبحت معروفة لدى الاغلبية من الناخبين.

هذا كله لا يمنع من وجود قامات محترمة مترشحة هدفها الصالح العام ، وترغب بقوة في احداث التغيير والنهوض بمناطقهم ، مما يستوجب علينا جمعياً اختيار الأفضل والقادر على تحمل مسؤولياته بكل صدق وامانة  ،بعيداً عن العشائرية والمناطقية والمصالح الشخصية ، لنساهم جميعاً بالارتقاء والنهوض بمناطقنا التي تحتاج منا الكثير ، ونحن المسؤولين أولاً واخيراً أمام الله والوطن ، عن خياراتنا التي يجب ان تعكس إرادتنا الحرة الشريفة إن شاء الله.

والله ولي التوفيق