حزب التخويث الديمقراطي / كامــل النصيرات

حزب التخويث الديمقراطي
كامــل النصيرات
لديّ كميّة مهولة من التخويث لا أعرف أين أصرِّفها.. وهي تثقل كاهلي وعطائي في كلّ الاتجاهات.. وطاقات هذا التخويث بلا حدود؛ وبلا مردود حقيقي عند الجد ولكنها تضمن لي بعض (الشو) وكثيرًا من حبال (السيرك)..!
أحبّ النطنطة؛ من حضن الحكومات الدافئ وعندما أكون هناك لن يستفيد (أخو أخته) من وجودي وسأكون مدافعًا عن أي رئيس أكون معه ولن أتعظ من أي تعليقات شعبية؛ فالمهم وكل المهم هو رضا أصحاب الكرسي الذين أجلسوني عليه سواء بالواسطة أو بالوراثة أو بالمحسوبية أو بحسابات جاءت على مقاسات يد الظلام في ليلة سقوط الكعب العالي من أرجل نساء التنانير القصيرة..!
ومن محاسن النطنطة أنني أصبح قوميًّا متى أشاء وكل دروبي تؤدّي إلى وطن عربي واحد لا ينقسم إلاّ على مليون حارة وكل حارة بها ألف مليشيا وأنا أحد أتباع هذه المليشيات وليس شرطًا المسلّحة بل يكفي (التمليش الصالوني) في أي صالون من صالونات التجميل السياسي المنتشرة في كل مفاصل عمّان..!
إنه حزب التخويث؛ لكنه حزب التخويث الديمقراطي بامتياز والذي يسمح لي أن أكون فجأة يسياريًّا لا يستشهد إلاّ بقال الله وقال الرسول لكي يكتمل التخويث وأكون أنا حامي حمى الدين بكامل يساريتي وابتعادي عن بؤرة الفكرة لأن الوطن يضيق ويتسع على قياسات مصالحي وخوفي الأكيد من الخروج من اللعبة أي لعبة قادمة..!
أمّا الناس؛ الذين أُنشئ لأجلهم حزب التخويث فالأمر أبسط من البساطة.. إذا رأوا خيرًا مني وأنا بيدي كلّ الخير أيام كانت الحكومات تظلّني بظلالها فإنهم سيرون مني خيرًا في حزب التخويث الديمقراطي هذا..!
من كان يخاف على بريقه من الاندثار وعلى شمعته من الانطفاء وعلى رياحه من التوقّف وعلى مكياجه من (السوحان) فليسرع ولينضم إلى حزبي (حزب التخويث الديمقراطي) وأنا أضمن له كثيراً من الدهاليز الجديدة في فنّ الضحك على الذقون بلا أية عاقبة..!