تطوير الفكرالسياسي/ بقلم عاكف علي بني مرعي

كنانة نيوز – مقالات –

تطوير الفكرالسياسي

بقلم : عاكف علي بني مرعي

نشأت التنميه السياسيه في احضان السياسه الأمريكيه بقيمية وايديولوجيه مناهضه لتوسع الخطر الشيوعي في بلدان العالم الثالث , وظهر ذلك كما حدده روبرت باكنهام باعتبارها , اي التنميه السياسيه مشروعا منهاضا للشيوعيه ومواليا لامريكا ,ويهدف لتحقيق الاستقرار السياسي .

ومن خلال دراسة بعض المفكرين السياسيين الغربيين لمفهوم التنميه السياسيه وجدوا انها ركزت بشكل اساسي على مقولات وافتراضات نظرية التحديث , ولقد عول كتاب التنميه الاوائل في سعيهم لتجاوز مشكلات التنميه السياسيه في الدول الناميه على مفهوم التحديث , وقد انطوى المفهوم على ثنائيه حديه تميز بين النظم السياسيه الغربيه وغير الغربيه , وبين ما هو تقليدي وما هو حديث , ومفهوم التحديث يعني من منظور تاريخي طبقا لايزنستادت : النظم السياسيه والاقتصاديه عملية التغير صوب تلك الانماط من النظم السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه التي تطورت في اوروبا الغربيه وامريكا الشماليه , منذ القرن السابع عشر وحتى القرنين التاسع عشر والعشرين ,

وحتى يتم هذا التطور والنمو في التنميه السياسيه لا بد من وجود سياسيين يعرفون مداخل السياسه ويتحقق هذا النمو السياسي بوجود الثقه بين الحاكم والمحكوم , والمواطن والمسؤول وتكون هذه بالعداله الاجتماعيه , والانتخابات الحقيقيه , والشفافيه عند اتخاذ القرارات الحكوميه , وان يقوم مجلس الامه بدوره الحقيقي في التشريع , ومراقبه اعمال الحكومه , عندها نكون قد بدأنا بالتنميه السياسيه .

فالتنميه السياسيه عملية تغيير متعددة الجوانب تهدف الى ايجاد نظم تعدديه تحقق النمو الاقتصادي والمنافسه السياسيه والمشاركه الانتخابيه بما يحقق السياده والولاء للدوله , وحتى يتم ذلك لا بد ان يكون هناك مشاركه في الحياه السياسيه , وتكون هذا المشاركه حره يشعر بها المواطن , وكذلك يجب ان يكون هناك مجتمع يملك ثقافه سياسيه حتى يستطيع التعامل والتفاعل عما يجري في الساحه من تطورات , ولا يأتي هذا المجتمع المثقف سياسيا الا ان يكون اساسه التعليم الجامعي , واذا قلنا الجامعه فيعود الدور على الاستاذ الجامعي , لذلك فليس دور الاستاذ الجامعي فقط اكاديميا , بل يجب ان يكون له دور فعال في تبني تعليم متوازن لتحقيق تنميه شامله لجوانب شخصيه الطلاب وتنمية الشباب ايجابيا لحب بلدهم والتشارك الايجابي في التعامل مع المستجدات الوطنيه , ودعم الشباب , لان يكون مساهمه ومشاركا في السياسه المحليه عن طريق الانتخابات , وعن طريق التعبير عن رأيه بشفافيه وتقبل الرأي والرأي الآخر .

وايضا حتى يكون هناك مجتمع مثقف سياسيا لا بد ان تشارك الحكومه في توعية افراد المجتمع , بعقد ندوات , دورات , و القاء محاضرات في كافة انحاء البلاد , اما عن طريق وزارة الشؤون السياسيه والبرلمانيه , او عن طريق الجمعيات السياسيه التابعه لها , وكذلك لا بد ان يكون للاحزاب دور كبير في تثقيف افراد المجتمع , عن طريق اجراء وعي وفكر قابل لاحترام الراي والراي الاخر , ولا ننسى كذلك دور النقابات المهنيه , فبالإضافه الى دورها المهني يكون لها دور في تنمية وعي المجتمع لانها نقابات مثقفه فكريا وسياسيا , ودورها واضح وجليُ على الساحه الوطنيه .

نستنتج مما سبق ان التنميه السياسيه لا بد لها من تكاتف من جميع الاطراف الحكوميه والمدنيه وشبه الرسميه , للخروج بمنهج وايديولوجية واضحة المعالم وتتبعها الدوله للنهوض بكافة المجالات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه .