كيف يصف الأردنيون المطر والشتاء في لهجتهم المحكية / أحمد أبو خليل

كنانة نيوز –
كيف يصف الأردنيون المطر والشتاء في لهجتهم المحكية / أحمد أبو خليل
لم يستخدم الأردنيون في كلامهم الدارج كلمة “مطر” للإشارة إلى الماء المنسكب أو النازل من الغيوم، بل كلمة “اِشْتا”، والفعل: “اِشْتَتْ، بْتِشْتي”، وضمير الغائب مؤنث لأنه يعود إلى “الدنيا”، فيقولون: “الدنيا بْتِشْتي”. هذا مع أن كلمة “شتاء” تعني في الفصحى فصل الشتاء، أي الزمن الذي يساوي ربع السنة.
لكنهم لا يتوقفون عند كلمة “اشتا”، حيث تحمل اللغة المحكية  الكثير من التعقيدات التي تعكسها مفردات كثيرة تقيس الفروق في شدة وأصناف المطر.
فيما يلي بعض تلك المفردات مرتبة وفق معانيها الدالة على شدة المطر:
الدنيا بِتْرَهّم تَرْهيم: وهو المطر الخفيف جدا، وبقطرات صغيرة الحجم جداً.
الدنيا بِتْدِث: مطر خفيف (مستخدمة في الكرك)
بِتْبَخْبِخْ بَخْبَخَه: مطر أعلى درجة من الترهيم، غير كثيف، وقطراته عادية.
بِتْرَشْرِشْ رَشْرَشِه: أشد قليلاً من البخبخة وأقل تقطعاً. ومنهم من يقول “بِتْنَثْنِث” كما في معان.
بْتِشْتِي: المطر الاعتيادي متوسط الغزارة، ولكن هنا يتعين الانتباه إلى درجات خاصة فرعية، فقد يلفظ الأردني كلمة “بتشتي” بتثاقل ومباعدة بين الأحرف للإشارة الى مستوى متدني، ولكنه قد يقول: “بتشتي اشتا” عندما يكون المطر جدياً، وفي مسوى ثالث قد يقول: “بتشتي اشْتَشْتا” (اشتا اشتا) عندما يكون المطر أكثر غزارة.
الدنيا زخ أو “بتزِخ زخ”: مطر أكثر شدة.
مِرْهاش: زخة مطر متوسطة الطول أخف من الزاعوق.
زاعُوق اشتا: شتاء غزير لزمن قصير، وقد يقال: جابت كم زاعوق.
مِرْشاق اِشْتا: شتاء غزير لزمن قصير لكنه أكثر شدة من الزاعوق وحباته أكبر، ويقال “جابت مرشاق” أو “أعطت مرشاق”، والكلمة لها أصل في اللغة الفصحى، حيث الفعل رشق يرشق رمى وخاصة بالسهام.
كابْسِهْ: مطر غزير متواصل.
الدنيا كَبْ من الربْ: بمعنى المطر الغزير جداً والمتواصل.. “نازلة كب من الرب”.
الدنيا بْتُخْرُطْ خَرُط: معنى آخر للمطر الغزير المتواصل.
أمّ الزُّطّي: وصف لتساقط حبات المطر الكثيفة والكبيرة فوي مستنقعات المياه، حيث ترتطم حبة المطر بسطح الماء ويرتد أثرها إلى أعلى. ويقال عادة “أم الزطي بتلعب لعب”، وهي إشارة أخرى إلى مستوى المطر. ويسمى مستنقع الماء الناتج عن المطر في الشارع “بيطوس” أو “باطوس” والجمع “بواطيس”. وعندما يرى الأولاد “أم الزطي” ينخرطون في غناء مشترك: “أم الزطي، قومي نُطّي، عالحيطان، اعمي النسوان”
المزاريب شَقْعَت، بْتِشْقَعْ: كانت مزاريب المياه على سطوح البيوت عبارة عن قطعة على شكل نصف اسطوانة خارجة عن السطح بمسافة 30- 50 سم لكي تبتعد المياه عن جدار البيت، وعند المطر الغزير تندفع المياه فلا يستوعبها المزراب، ويسمى نزول الماء وارتطامه بالأرض “شقع”. وإذا قال أحدهم “أم الزطي بتعلب والمزاريب بتشقع” فهذا دلالة على أعلى درجات نزول المطر.
وقد سجل الروائي عبدالرحمن منيف في كتابه “قصة مدينة.. عمان في الأربعينات” لفظة خاصة بأهل عمان عند نزول المطر المتواصل لعدة ايام مما يشكل خطورة، عندها يقولون “حَدّت”، وحينها عليهم الاستعداد للمخاطر التي تعني الاستعداد لطوفان سيل عمان.
ملاحظة: من المؤكد أن هناك مفردات أخرى، نرجو من القراء تزويدنا بما يعرفونه في مناطقهم.
أحمد أبو خليل _ “زمانكم”