أمسية شعرية للشاعر العراقي علي جعفر العلاَّق في بيت عرار الثقافي

كنانه نيوز –

بدعوة من فرع رابطة الكتاب في إربد، وبالتعاون مع مديرية ثقافة إربد، أقيمت يوم أمس، في “بيت عرار الثقافي” أمسية للشاعر العراقي الدكتور علي جعفر العلاّق صاحب المنجز الشعري والنقدي الكبير، وأدارت مفردات الأمسية الشاعرة عطاف جانم التي استعرضت السيرة الذاتية للشاعر الضيف بحضور رئيس فرع الرابطة الباحث عبد المجيد جرادات، وحشد من الأدباء من المثقفين والمهتمين.

وقرأ العلاّق الفائز مؤخرا بجائزة العويس الثقافية مجموعة من قصائده من مثل: “معجزة الليل، ربما، أفاعي المتاهات، نبيذ الكلام، عيون المها، شاعر”، وهو الشاعر التذي استطاع أن يستحوذ على المتلقي لقصائده المحكمة البناء والتي بلل فيها أرواحنا بماء المصفى، وبلغته العالية التراكيب وفتوحاتها اللغوية المدهشة والتي تبرز قدرة في خصوصية مكنت الشاعر رسم معالم لغوية من خلال البعد الفني والتقني وحداثة النص الشعري إلى جانب الانزياح في بناء صوره الشعرية التي تعاين التفاصيل الدقيقة للمعطى اليومي، وكما يلاحظ أن قصائده تغوص في ثنايا الروح المسكونة بالكثير بالوجع الإنساني حين لنا رسم دراما في قصيدته “ثورة بابلية” حيث يقول فيها:

“مثلما يتحدث غصن/ إلى حائط/ مثلما تتيبس أوردة الريح/ في الفلوات/ هكذا يصرخ البابليون/ من وفرة في اثنتين/ الأسى.. والطغاة”.

وتواصلت تجلياته الشعرية ذاهبا بنا فلسفة القول الشعري وتدفق الإحساس بالمعنى والعواطف العميقة تجاه الحياة وأسطرة القصيدة في معجم الليل. من قصيدته “معجزة الليل” نقتطف منها: “القصيدةُ طرْقٌ حميمٌ/ على معْـدِنِ الكونِ يوقظُ حتّى الأصمَّ/ ومسرى الكفيفِ على ضوءِ عكازةٍ معتمةْ/ هي أنثى الخساراتِ أجمِعها: بيـدٍ تستعيدُ طفولتنا / وبأخرى تضيءُ تجاعيدَنا المبهمةْ”.

وكما أبحر العلاّق عبر مواضيعه المختلفة إلى مساحات مصابة بمس “أفاعي المتاهات” تلك المتاهات المشغولة بعمق الصور والمخيلة الشعرية الخصبة لرسم حالة البلاد والأرواح والرعاة حين تلاشت في عتم المتاهات. وفيها يقول: “أين غابَ سوادُ البلادِ القديمةِ/ من فرطِ أُبّهَةٍ واخْضرارٍ ..؟/ وأين تلاشى الرعـاةُ وتاهتْ كباشُ المحبّةْ؟// ليس إلا أفاعـي المتاهاتِ/ تشربُ من بُحّـةِ النـايِ حتى تملَّ/ لتمضي إلى عرسها/ وعْـرَةً متوهّجةً، مُشْرَئبّةْ”.

واختتمت الأمسية بتكريم الشاعر علي جعفر العلاّق من قبل رئيس فرع الرابطة في إربد عبد المجيد جرادات وعدد من الأدباء وسط حفاوة كبيرة من الحضور.