الأغبياء بمفهوم جديد / وليــد علي الجـــراح

كنانة نيوز –
الأغبياء بمفهوم جديد
وليــد علي الجـــراح
 
لكل زمان ومكان أغبياؤه، وسأتحدث هنا عن الغباء العام وليس الفردي والذي يؤثر سلبًا على بناء الأمة ويساهم في هدمها.
يؤثر الغباء سلبا بحسب موقع ذلك الغبي في المجتمع والذي من الممكن أن يكون مسؤولا أو اعلاميا أو تاجرا أو غير ذلك.
ومن وجهة نظري إن أولئك الأشخاص الذين يتناقلون تلك الأخبار ضمن زمانهم أو مما نقل لهم ” مصدقين لها أو مشككين بها” دون التحري عن اصل الخبر هم الأغبياء بامتياز فعلا..
ففي زماننا اليوم نرى الكثير الكثير من الأخبار والتي قد تكون صحيحة أو خاطئة فنجد أولئك الأغبياء يتناقلونها دون تحري الدقة والصواب منها، فقط يتناقلونها كما هي،
ولنضرب مثالا من واقع اليوم ومنه نعرج إلى أغبياء آخرين على مدى الزمان.
تصلنا يوميا عن اخبار القتل واخطاء المستشفيات ليرى الاغبياء الحادثة من جانب واحد ونقل الخبر لحصد اكبر عدد من اللايكات دون النظر للجوانب الاخرى منه
وهؤلاء هم أنفسهم أحفاد أولئك الذين كانوا يتناقلون أخبار الخلافة العثمانية بأنها دولة احتلال وظلم دون النظر والبحث عن حقيقة الأمر وبالتالي فإن أولئك هم أيضا أحفاد من تناقلوا أخبار الخلاف بين علي ومعاوية صحابة رسول الله دون التحري عن مصداقيته والوقوف على الحقيقة وأولئك هم أحفاد أولئك الذين كذبوا رسالة رسل الله لهم واتهموها بالسحر والكهانة دون أن يعطوا أنفسهم الفرصة للوصول للحقيقة الكاملة وكان قولهم الشائع هذا ما وجدنا عليه آبائنا.
إن هؤلاء الأغبياء هم خطر حقيقي على المجتمع كلٌ حسب مكانه وقد يختلط عليك الأمر بالتميز بينهم وبين المنافقين الذين يدسون السم في الدسم مدمرين الأمة في الباطن مظهرين الخير لها علنا.
فلا يكن المرء منا “كالحمار يحمل اسفارا” ولا يعلم ما يحمل،
فإن أردت ولا بد من نقل تلك الأخبار أو الأخذ بها فعليك أن تتحراها متنا وسندا للوقوف على صحتها ولا تكن شريكا بالجريمة دون أن تعلم وخاصة مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تتيح منبرا يعبر فيه عن نفسه بنقل تلك الأخبار دون التحري عن مصداقيته،
وبذلك أسقطوا الكثير الكثير من أسس أمتنا
وليكن شعارك
قوله تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.