قررت اهج / علي الشريف

قررت اهج / علي الشريف

يحكى ان حاكما في احد البلدان قديما امر وزير المالية عنده برفع الضرائب على الناس فامتثل الوزير ورفع فساله الحاكم ماذا يفعل الناس قال الوزير انهم يشتمون ويسبون ويلعنون جناب دولتك.
اعاد الحاكم الطلب وطلب من وزيره ان يكرر الرفع ولكن بطريقة اشد فرفع وزير المالية الضرائب والاسعار ليعاود رئيسه السؤال عن احوال الشعب فاجابه لقد زادوا شتما وردحا فلم يتركوا في قواميس اللغه كلمة واحدة الا وقالوها ولم يتركوا سترا الا وكشفوه .
طلب صاحب الدولة من وزيره ان يعاود الرفع مرة ثالثة فامتثل الوزير ورفع ليعاود رئيسه نفس السؤال ماذا يفعل الناس فقال وزيره انهم صامتون هادئون وكان على رؤوسهم الطير فارتجف صاحب الولاية وطلب منه ان يعيد الامور الى اقل ما كانت عليه قبل الرفع اول مرة .
استغرب وزير المالية وساله لماذا فقال رئيس الوزراء انه الهدوء الذي يسبق العاصفه وان جائت فلن تبقي ولن تذر.
بصراحة كلما شعرت ان الوضع والمزاج العام للشعب الاردني بدا يعتدل ويمتص كافة التقلبات بنط اخونا ابو فوزي بمشروع قانون يعكر المزاج العام وكانه ناوي يهججنا واحنا ملزقين.
اطل علينا بابتسامته مبشرا بالرفع لكل شيء ولم يالوا جهدا بابتكار الضرائب وكنا نعترض حتى وصل الامر بنا الى الردح والشتم على مواقع التواصل الاجتماعي لكني صرت ارى ما بعد الردح والشتم هدوءا كبيرا بين الناس وكان رفع الضرائب والاسعار ليس في الاردن انما في جزر الواق ويق .
ربما تفسر الحكومة هذا الهدوء على انه انصياع لاوامرها وهي التي افلست بايجاد حلول للعجز المالي الا من جيب المواطن وربما يفسر على انه وطنيا لان اسم الضريبة اصبح ضريبة المواطنه بمعنى ان الحكومة بدها تحملنا جميله انا مواطنين فلازم ندفع.
تعالوا نتخيل تنخفض اسعار المحروقات في كل العالم عندنا نرتفع تفرض ضريبة على الضريبة لاجل الميزانية والمصيبة يزداد العجز والمديونية تكبر رفعت كل اسعار المواد الغذائية ولم نفلح بتسديد العجز والغريب ان هناك شيء فات ابو فوزي العظيم ان اسعار السردين ترتفع في كل العالم وعندنا هي بلا حراك .
الهدوء الشعبي الاردني ربما ينذر بعاصفه تخلع الحكومة من شروشها لانها تمادت حتى وصلت لاقتراح باقتطاع جزء من راتب الموظف كضريبة دخل ومن ثم فرض ضريبة على الاملاك المؤجرة والتي ندفع عليها مسقفات.
والله العظيم الواحد مش عارف من وين يلاقيها بالشغل هناك جزار لا يجز الا الضعفاء و لا يرحم وبالشارع هناك بياع لا يرحم وفي المدينه الصناعية تشتري جلدة بنصف دينار تدفع عليها اجرة تركيب عشرين دينار…. حتى في مواقع التواصل الاجتماعي ان ذهبت لتفريغ همك خرج عليك من لا يفقه في الدنيا شيء ليعلمك اصول الوطنية وفي البلد حكومة مثلت كل شيء بالرفع فلم تجد الا اخر ما تبقى للمواطن من فتات وهو الراتب ملعون ابو هيك راتب .
نفسي اعرف الى اين تاخذنا الحكومة وماذا بقي كي ترفع وتقتطع بعد ان قطعت انفاسنا ومللنا فاصبح المواطن يشعر انه صراف الي تستخدمه الحكومة وقت ما شاءت وعليه ان يحلب دنانير.
عند كل قرار مهم واستبقايا يقومون بالهائنا بقصة نتعارك عليها مرة بالفيصلي والوحدات ومرة بالمسفر وتاره بابو علي مصطفى واخرى بالعبدة وام نياع وام نياب ويعيدون علينا ذكريات نسيناها حتى يمر القرار ونحن لا زلنا نعتبر ان المواطنه كما تريد الحكومة وليس كما يجب ان تكون.
المواطنه عند الحكومة ان يقوم وزير ما لوزارة ما باستقبال شحنة قمح امريكية بالزغاريد والدحية وحمل السيوف والسجاد الاحمر …. والمواطنه عند الحكومة ان يطل علينا وزير الاعلام بعد اربعة ايام من حادث ما في منطقة ما ليدلي لنا بتصريح فات وسكر الباب وراه ولم يقل بالدرباس او بالمفتاح.
والمواطنه عند الحكومة ان يسال رئيس الحكومة ان الاجهزية الامنية تابعه لحكومته ام لا قسما بالله مصيبة حتى الاجهزة التي يمكن ان تتبع حكومة الاردن صاحب الحكومة لا يعرفها.
المواطنه عند الحكومة ان يخلد التاريخ ان افتتاح معبر طربيل كان في عهد الخليفة الرافع والفاتح باذن الله ابو فوزي والمواطنه عند الحكومة ان تحمل الشعب جميلة بعدم رفع اسعار البوليبيف والسردين وما عدا ذلك فكل شيء سيرفع حتى تكبيرات العيد وغلطة الشاطر من الف الى الفين.
اختصارا للوضع ولاني مواطن لم اعد استطيع العيش ولاني للان لم استطع ان اواضب على شراء الانسولين للسكري فاقوم بالاستعانة باصدقاء ولاني لغاية الان لا زلت احلم ان ارى في بلادي حكومة شعبية وليست حكومة ضرائب لاستيقظ مرة على ابو زهير ومرة على ابو فوزي ولانه في بلادي مجلس نواب لا اعرف هل هو مجلس يمثل الشعب ام يمثل عليه ولذلك وبناءا على ما اسلف وقبل العاصفة قررت اطلع واسكر الباب وراي واهج.