حلفُ أفاعٍ / حسين عواد الزعبي

حلفُ أفاعٍ

حسين عواد الزعبي

ها هي أمريكا اليوم تنفث سمومها،وتشن عدواناً ثلاثياً حاقداً ،على بلد عربي ذا سيادة،بالتعاون مع دولتين عظميين،بريطانيا وفرنسا، الحاقدتين على العرب جميعاً.
نفذت الهجوم في جُنح الليل المظلم،على شعب يعاني القهر والقتل والعدوان منذ أكثر من سبع سنوات.
استهدفت صواريخهم الحاقدة المواطن السوري،لقتل الروح المعنوية لديه،ودمرت المصانع ومعامل البحث العلمي،لطمس كلَّ معالم الحضارة والتاريخ لبلد عمره آلاف السنين،وعلى أقدم عاصمة في التاريخ.
حصل هذا العدوان السافر بصمت دولي،وتمويل عربي بامتياز،مستخدمين قواعدهم الحربية الجاثية على أراضٍ عربية،وبمعلومات استخباراتية صهيونية عربية.
أمريكا وحلفائها،ببساطيرهم العسكرية،وأسلحتهم الفتَّاكة،وطائراتهم الجبانة،حاولوا النيل من إرادة الشعب السوري وتركيعه،إلاّ أنهم واجهوا شعباً عنيداً،وجيشاً ذا عقيدة،أضافوا صموداً تلو صمود.
أكذوبة كِدنا تصديقها،مارسوها من قبل ضد بلد الرافدين،فدمروا الحرث والنسل فيه،وأعدموا قائدها أمام الملأ،بحجة الأسلحة الكيميائية.
واجتاحوا بلداً عربياً آخر ذا سيادة،بحجة إرساء الديموقراطية،فقتلوا قائدها جهاراً نهاراً وبدم بارد.
واليوم اليمن تعوم بدمائها،وعلى يد من…!!؟؟ على يد أبناء جلدتنا أصحاب الفكر الوهابي المقيت.
حلف أفاعٍ يتربص بنا ليل نهار،يحاول النيل من إرادتنا وعزيمتنا،لتقسيم وتدمير الأوطان،ونهب خيراتها،فأرواحنا نحن معشر العرب أرخص عندهم من أرواح الحيوانات والبهائم،ودمنا العربي عندهم أدعياء الحضارة والإنسانية،أقل ثمناً من سعر برميل النفط.
إن سياسة التفرقة،ونهج«أُكلتُ يوم أُكلَ الثورُ الأبيض»تُمارس علينا وعلى الشعوب المستضعفة،فمهما لبست أمريكا،واستخدمت كل المساحيق التجميلية والعطرية،إلاّ أن رائحة الدم ستبقى عالقة بين أنيابها،وسيبقى البسطار العسكري هو عنوان حضارتها المشؤومة،ورغيف خبزهم معجون بدم المستضعفين،وحليب الأطفال تشوبه الحُمرة والسواد.
أستذكر هنا ما قاله الشاعر مظفر النوّاب…
لن أتأخر عن سيف يُشهر ضد القمع
ورأس أفاعيه بنجد والناب
وثَمَ أفاع نابان لها في الذنَب
حلف أفاعٍ يتوزع في هذا الليل
فإن شمَّ لهيباً لزم الجحر وراقب عن قرب
ليكن هذا النفط فدائياً،أو ننسفه
ونعيش على العزة والحطب