وأجمع شهود عيان أن سيناريو سقوط الطائرة الجزائرية كان سيكون فادحا على قرية مجاورة للحقل لولا أن الطيار الذي قضى في الحادث كان شجاعا حتى في لحظاته الأخيرة، عندما قاد الطائرة بعيدا عن المنازل.

وقال عبد الرحمن، الذي كان متجها إلى مدرسته لحظة سقوط الطائرة: “رأيت وأصدقائي الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض. كان محركها الأيسر مشتعلا. بعد لحظات استدارت بشكل غريب وسقطت بالحقل، ثم سمعنا دوي انفجار”.

وكانت الطائرة العسكرية، وهي من طراز ” اليوشين” وكانت تحمل عسكريين وعائلاتهم، في طريقها من القاعدة الجوية في بوفاريك بولاية البليدة شمالي الجزائر إلى مدينة تندوف جنوب غربي للبلاد.

مشاهد قاسية

وأوضح أحد سكان حي كريتلي، حيث سقطت الطائرة، أن الطيار لم يتمكن على ما يبدوا من العودة إلى القاعدة الجوية، لأن النيران كانت قد اشتعلت في المحرك وانتشرت في الطائرة بفعل الرياح القوية.

ومن أكثر المشاهد قسوة بالنسبة لسكان الحي كانت تلك الجثث المتفحمة والممزقة التي قذفت بها قوة الانفجار إلى الحقول.

وقال أحد سكان الحي: “بعد الحادث هرعنا مباشرة إلى الطائرة. كان المنظر مروعا. أياد وأرجل ورؤوس مرمية. كنا نغطيها بأغطية جلبناها من منازلنا. واستعمل بعض التلاميذ مآزرهم لتغطية أجزاء الجثث. رأينا أيضا أحد الراكبين عندما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. لم يكن بيدنا حيلة لإسعافه”.

الناجي الوحيد

لكن الناجي الوحيد من كارثة تحطم الطائرة، لم يكن على متنها، بل كان على الأرض. وهو حارس الحقل الذي نجا من الموت بأعجوبة، إذ سقطت الطائرة على بعد أمتار قليلة فقط منه.

ونقلت الصحيفة عن أحد أقرباء الحارس أنه تعرض لكسور في الظهر وبعض الحروق، لكن حالته ليس خطيرة.

وبحسب شهود عيان، كان الحارس موجودا في أعلى كوخه (عشة بتعبير السكان)، وعندما سمع صوتا قويا يقترب منه، قفز من أعلى، والتهمت النيران الكوخ.