كلّ شيء كان كلمح البصر… ربّما كابوس أبديّ/ أمانـــي المبارك

كنانة نيوز –
كلّ شيء كان كلمح البصر… ربّما كابوس أبديّ…
أمانــــي المبارك
غيمة سوداء تنتشر فوقك، تتأهب لافتراش الأجواء، والرّصاص الفضيّ يخترق الصّدور، صرخات الأطفال تشي للغريب أن تجَهّز؛ فقد حان وقت الرّحيل، لا وقت للعيون للوداع فقد أنهكتها الدّموع، والأيادي متعبة.
أحمل تلك المشاهد على ظهري المقوّس، أتّكئ على عكازتي وأسير بهموم مثقلة إلى المجهول، لا مؤنس لي إلاّ التّساؤلات، كلمّا وصلت إلى أقرب إجابة، رافقتني مجموعة أخرى طريقها أكثر وعورة، أمشي بخطوات ينهشها اللّوم، ويوخزها التّردد أن ارجعي…!
أرتحلُ بين محاجر القلب، أقف على حافّة النّهر، أتأمّل وجهي، لست أنا يا اللّه!
لا أجدني بين كلّ هذا الرّكام، حتّى ظلّي تركته تحت شجرة الموت، أحمل قلبي مع زرقة القِباب وأمضي إليك.
لستُ أنا من تقع تحت بقعة ضوء على مسرح الحرب، لستُ أنا من تصبح ذاكرتها قاطع طريق.
لستُ أنا يا ثائر..
لستُ وطن
لكنّني أرقبُ البريد، وألتهم الوقت كحريق.
لستُ إلاّ ساعة رمليّة تستجدي يدك أن تقلب الموازين.
محاصرة بالحرف
محاصرة بالمشهد
محاصرة بقلّة حيلتي؛
فالغصّة أن لا تتغيّر إلاّ التّواريخ.
صافِحْني؛
لا تَرْتَعِش، هذه الأنهار في مِعْصَميْنا بدأت تلتقي!
تَنفّس؛
يا لهفةَ القربِ انحسري!
ويا لعنة الحرب
بكلّ جوازاتك المزيّفة فلتسقطي.