“إنسانية” الغرب.. والذبح الجماعي على مائدة “الأمم المتحدة”/ عدنان نصار
مشاركة
كنانة نيوز –
“إنسانية” الغرب.. والذبح الجماعي على مائدة “الأمم المتحدة”..”Just a question for Chief Parrot”.؟!
عدنان نصار
من أين يجيء الغرب المتحضر إنسانيا بكل هذا التخلف السياسي، وإنحياز مطلق لعصابات الذبح والإبادة للعزل الابرياء في قطاع غزة .. وكيف يقامر الغرب بحضارته و”انسانيته” ليساند “قطاع طرق” امتهنوا الزعرنة بإسم السياسة، والدفاع عن النفس بإسم البلطجة، وإفلات آلتهم العسكرية المحشوة بقذائف الموت الأمريكية بإسم فرض “الاستقرار والسلام”.. أي وقاحة هذه التي تتبجح فيها آلة حرب فاشية، وأي غرب بشع بسياسته هذا الذي يقع فريسة سهلة للكارهين لانفسهم والمتعطشين للدم ، من زمرة الطغاة الصهاينة.
التدمير الممنهج للبنى التحتية في غزة ، والذبح الجماعي للابرياء المدنيين، ومحاصرة واختطاف المستشفيات ، وإخراج الخدج من حاضناتهم، والاعدام الجماعي الميداني بسلاح كافر بكل القيم والإنسانية ، وكذب فاضح وعاهر لقادة الاحتلال ومجلس الحرب الذي يضم شلة من الزعران بدعم غربي “متحضر” …كل هذا كان غير كافيا لإقناع الغرب الذي اشبعنا بتنظيراته السخيفة عن حقوق الإنسان ، بأن الاحتلال الاسرائيلي بكل إجرامه البشع ، هو من يقلب الحقائق ، ويكذب على نطاق واسع ، وبشكل غبي يليق بجيناته الذهنية المهترئة .. كل هذا الدم لم يكن كافيا لإقناع الغرب المتحضر ان الاحتلال هو شبكة إرهابية دولية ،تسعى لقتل كل ما يصادف مرورها بقذائف صنعت امريكيا…أمريكا إياها، راعية “الموت والدمار” التي كنا نظن انها راعية “للمحبة والسلام” .
لا يوجد ، على إمتداد الجغرافيا الأممية على اليابسة والماء ، ما هو أسوأ من القتل او الظلم ، ولا يوجد على سطح الأرض بكل تصاريسها ما هو أسفل وأكثر انحطاطا من ان تنحاز القوة العظمى دوليا إلى شلة زعران ، فما تفعله أميركا بكل قوتها العظمى هو أكثر انحطاطا في البعد السياسي والعسكري ، من اي فعل اخر مشين ، وأكثر بشاعة من وجه قبيح يتحدث عن الجمال ، واكبر فظاعة من الذي “يقتل القتيل ويمشي في جنازته” ..هكذا أمريكا ودول غربية اخرى مدعومة من “التاج البريطاني ” الداعم للإحتلال والذي منحه شيك مفتوح لتسديد فاتورة قتل الابرياء ..هكذا تفعل امريكا التي ضحت بغباء منقطع النظير بعلاقاتها مع دول العرب والمسلمين لصالح الصهيونية المتعطشة للدم..
الموقفان الفرنسي والكندي، تراجعا نسبيا عن دعمهما للإحتلال وتغير موقفهما ، تحت وطأة الضغط الشعبي والمقاطعة العالمية والعربية لمنتجاتها..وهنا ، لا بد من الإشارة إلى أهمية الدور الشعبي بخلخلة المواقف الرسمية سواء العربية او العالمية ، ودفعها تحت وطأة الضغط الشعبي إلى تغيير مواقفها الداعمة للفعل الاسرائيلي الاجرامي ، وتفعيل ، هذه الأوراق شعبيا ، ووضع حكومات العالم أمام مسؤولياتها الحضارية والإنسانية ..وهنا نشير أيضا إلى مواقف دول خرجت بمظاهرات مليونية من مثل :”بريطانيا ، أميركا، فرنسا ،كندا ،أستراليا ، ودول عديدة في وقت التزمت دول الصمت الشعبي أمام حالة قوة البطش الأمنية في بلدانهم..المهم في الأمر ان قوة الضغط الشعبي العالمي والعربي ، لم تكن هامشية بل كانت فاعلة ومؤثرة ، وربما مهددة لبعض الانظمة السياسية .
الغرب وقوته ، حالة استثنائية ، وخصوصا الدول الخمسة الكبار في مجلس الأمن ، واللعب على المكشوف من الجانبين الصيني والروسي المقدر دورهما عربيا وانسانيا ، في وقت امتنعت فيه أمريكا العظمى عن التصويت لوقف الذبح والقتل وسيل الدماء ، لكأن أمريكا هي الأخرى متعطشة للدم الفلسطيني والعربي ..ولنا في العراق حكاية تسكن في الذاكرة العربية والإنسانية.
الغريب والمستهجن والمستنكر والمدان في موقف الغرب ، هو سكوتهم على اختطاف المستشفيات في غزة ، وتحويل المرضى والنازحين والنساء واطفال الخداج إلى دروع بشرية من قبل جيش الاحتلال المهزوم عسكريا والمأزوم اخلاقيا ..،واميركا التي تقود الصمت والرفض لوقف سيل الدماء أيضا هزمت اخلاقيا على المستوى الدولي الإنساني العالمي والعربي ، وخسرت رصيدها الشعبي المسالم على الأقل عربيا والعالمي ،لإرضاء زعران السياسة الصهاينة ..فعلى ما يبدو أن الرئيس الببغاء “بايدن” الذي يردد ما يقوله “نتنياهو ” ومجلس حرب القتلة ، لا يملك هذا “الببغاء” قراره السياسي السيادي في بيته الأبيض ، فربما الأمر يتخطى المهزلة السياسية في دولة كنا نظن انها عظمى باخلاقها وقوتها ورأس ماليتها ..لكن ، رسبت في الاختبار العالمي والعربي ، فيما نجحت “الشيوعتين” روسيا والصين في اختبار عربي شعبي ، ورسمي ربما ، وتربعتا في قلوب من يوحدون الله ..فكلاهما (الموحدين والشيوعيين) نبلاء ، وعلى موائدهم واجندة اعمالهم السياسية بند مهم اسمه : “الانسانية” ورفاهيتها…على العكس تماما من أمريكا التي تمنح الاحتلال قذائف تتشظى وتقطع الرؤوس والاطراف ..ورصاص يوجه إلى صدور الابرياء على يد الزعران ..ما الذي ينقص أمريكا السياسية ان تكون انسانية ، مجرد سؤال للرئيس “الببغاء”..(Just a question for Chief Parrot).؟!