
إختطاف مستشفى الشفاء.. إرهاب دولي يستحدث نمطاً جديداً من الانحطاط/ عدنان نصار
كنانة نيوز –
إختطاف مستشفى الشفاء.. إرهاب دولي يستحدث نمطاً جديداً من الانحطاط
عدنان نصار
ما يمارسه الاحت لال الاسرائ.يلي ،في غزة من جرائم حرب ، يفوق ما ارتكبه اي مجرم حرب عبر حروب التاريخ المعاصر ..ولعل الحديث عن حجم اجرام الاحتلال ومجازره في غ.زة ، قد فاق كل مصطلحات الوصف المنحط والسافل، على مرأى ومسمع ما تبقى من العالم “الحر ” الذي تقوده إمبراطورية الشر في العالم “اميركا” صاحبة صولجان القتل بدم بارد عبر معسكرها دولة الاحتلال الفاشي .
عمليا، وبإصطلاحات الحرب اصبح قطاع غزة الآن مثل طائرة مختطفة على يد قراصنة الاحتلال الذي حولت القطاع فعليا إلى مجازر دون تفريق بين مقاوم او طفل .. فكل متحرك في القطاع عند الاحتلال هو هدف للقتل ..
مستشفى الشفاء الذي تحول إلى رمزية الصمود والشاهد على جرائم النازية الصهيونية، هو الآن بحالة إختطاف بمن فيه من مرضى وطواقم طبية ونازحين.. ناهيك عن المستشفيات الأخرى التي دمرت كليا او جزئيا بآلة الحرب الهمجية.
ما تبقى من العالم “الحر” بما فيها مؤسسات انسانية محمية من القصف أثناء الحروب من مثل :”الاونوروا، والأحمر بشقيه الهلال والصليب، والصحافة.. كلها تعرضت لقصف وحشي دون اي إصغاء لاصوات العالم التي نادت بحمايتها.
مؤسف حد الفجيعة، ومقرف حد الفجور ان تتحدى عصابات الاحتلال الاسرائيلي كل أصوات العالم بشقيه الرسمي والشعبي ،بما فيه الصوت العربي الرسمي على مستوى الزعماء الذين لم يتمكنوا من وقف مجلس الحرب الصهيوني عدوانه على غزة بعد ارتكابه ابشع مجازر عرفتها الحروب المعاصرة.
نقول ان مستشفى الشفاء مختطف على يد قراصنة الاحتلال، من حيث قصف محيطه وبواباته، وقطع الامدادات الطبية والغذائية والماء وكل مقومات الحياة عنه، التي تعين المرضى والمصابين على جراحهم والنازحين اليه على البقاء على الحياة… إختطاف إرهابي، بكل معنى الكلمة، دون أن يكون للعالم الحر اي كلمة لتحرير المستشفى المختطف من فوهات مدافع ورصاص الاحتلال .!
لا أظن، ان “اسرائيل” التي لا تتجاوز مساحة وجودها على أرض محتلة على (20) الف كم مربع، تقودها عصابة الهاجانا ، قادرة على التمرد والعنترية على العالم العربي تحديدا، وما تبقى من العالم الحر ويضرب الاحتلال عرض الحائط بكل القيم التي عرفتها الإنسانية حتى ما قبل الأديان.. انحطاط وإجرام احتلالي وصل حد “الزعرنة” والاستعراض بشكل بلطجي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، دون اي استجابه لأي صوت يطالب بوقف المجزرة، في القطاع او مستشفياته التي هي أيضا في حالة إختطاف وتتعرض لبلطجة واضحة.
الإشكالية ليست في حماس المقاومة بفعلها للاحتلال الاسرائيلي الذي يزعم ان حماس (مخربين) حسب وصفهم الكاذب..الإشكالية في دولة الاحتلال التي تقطع كل الامدادات الضرورية للحياة في القطاع وهي بذلك تلعب الدور الأكبر في قيادتها للإرهاب المغطى من دول تزعم هي الأخرى انها راعية “للعدل والسلام”..
في مستشفى الشفاء المختطف ، ومستشفيات القطاع اطفال بين الحياة والموت في الخاضنات بغزة لا يحملون السلاح كما وصف امس رئيس وزراء النرويج..وفي المستشفيات مرضى لا يعرفون حمل السلاح من اطفال ونساء وكبار سن ، فهل هذا يطعي الحق لدولة احتلال أصاب عصابتها الهلع والجنون، وراحوا لارتكاب مجازر بإسم “الدفاع عن النفس ” .
ما يحدث منذ 37 يوما هي جرائم حرب بإمتياز ، واختطاف للحياة الإنسانية بإمتياز ، وقتل ممنهج وحشي بامتياز ..ما يحدث فعلا لا يحتاج إلى بيانات ،بل يحتاج إلى فعل عربي رسمي اولا ، يسانده فعل عالمي لمن ينتمون إلى العالم الحر والعادل لوقف همجية العدوان الاسرائيلي..ما يحتاجه قطاع غزة أصوات عربية قوية توقف الحرب ، وتعيد الغول الهائج إلى حظيرته ، قبل أن ينسحب علينا كعرب :”اكلت يوم اكل الثور الابيض” .!!
كاتب وصحفي اردني..