كنانة نيوز –
باقتراح مجموعة من الناشطين الاجتماعيين/خريجي ثانوية إربد، تبنّت بلدية إربد مُبادرة ثقافية بعنوان (حديث السرايا)، حيث تهدف هذه المُبادرة إلى استضافة دورية لأبناء وبنات إربد الذين تميّزوا بمجال اختصاصهم العلمي والأدبي والثقافي، لسرد مسيرتهم الثقافية والعلمية والأدبية وعلاقتها بإربد وتراثها العريق منذ طفولتهم.
و تم استضافة الأستاذ الدكتور إسماعيل المطالقة في دار السرايا العثمانية في اليوم الأوّل للمبادرة. الذي أدار مفرداته الدكتور زياد الغزاوي. (إسماعيل المطالقة أستاذ دكتور-رئيس جامعة رأس الخيمة للعلوم الطبيّة/الإمارات-مدير تنفيذي في مستشفى الملك المؤسس سابقاً-عميد كليّة الطّب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية سابقاً).
وفي كلمته الترحيبيّة رحّب مدير مديرية آثار محافظة إربد الدكتور زياد غنيمات بالحضور والمشاركين. ولخّص تاريخ دار السرايا العثمانية، وكيف تمّ تحويلها من سِجن إلى متحف. وثمّن الجهود التي يقوم بها أصحاب هذه المبادرة لاستعادة ذكريات الزمن الجميل.
رئيس بلدية إربد المهندس الدكتور نبيل الكوفحي قال: أشكر لكم ثقتكم ببلدية إربد التي تبنَّت الدور التنموي، الذي من أحد محاوره المسؤولية المجتمعية تِجاه المرأة والشباب والعمل التطوّعي. وأضاف بأن البلدية قد قامت بإنشاء وِحدة تمكين الشباب والعمل التطوّعي سواء من الجمعيات أو المنتديات أو المبادرات، وتُعتَبَر البلدية هي منصّة ومظلّة لكل الأنشطة التي تُقام في فضاء إربد. ونوّه الكوفحي أن من ضِمن توجّهات البلدية هي إعادة إحياء الأماكن الموجودة فيها؛ كبيت جمعة وبيت علي خلقي الشرايري الذي تم نقل المكتبة العامّة إليه، وهذا للحفاظ على البيوت التراثية وتطوير وسط المدينة، وستبقى البلدية حاضنة لكل الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
وفي حديثه قال المطالقة: ما زلنا نؤمن بأنّ هناك الكثير لنتعلَّم ونعلِّم أبناءنا وأجيالنا اللاحقة من خلال مشاركتهم هذه الذكريات عبر عقود من الزمن. وأضاف بأن المجتمع والمؤسسات التربويّة في إربد آنذاك كان لها الدور الكبير في بناء الفِطرة السليمة والثقافة المتنوّعة وقبول الآخر. وسردَ المطالقة العديد من القصص والنوادر أثناء دراسته في مدارس إربد القديمة، وقال بأن المدارس في ذلك الوقت تميَّزت أكاديمياً في التدريس وفي جميع الجوانب الأخرى. وأكّد بأن الحركة الكشفيّة كان لها دوراً بارزاً في المجتمع، كما كانت المُسابقات وتوزيع الجوائز.
وحصل على المركز الأوّل في الخِطابة والمُطالعة والشِعر. واستذكر العديد من مدراء المدارس والمربين الفاضلين، وتطرّق إلى مركز شباب إربد ودوره في توجيه الشباب في السبعينيات، حيث تخرَّج منه الكثير من الأجيال الذين برعوا في مجالات مختلفة. وقال المطالقة أن الحركة التعليمية والتربوية في فترة السبعينيات كانت فترة نشطة جداً، أثّرت تأثيراً إيجابياً في جيل ذلك الوقت، خصوصاً في مجال الانتماء والولاء وحُبّ الوطن والعمل التطوعيّ.
وتطرّق في حديثه إلى جامعة اليرموك التي أُنشئَت عام 1976، حيث كان لها دوراً كبيراً في تنشيط الحياة الثقافية والأدبية في مدينة إربد، فقد كانت تعقِد ندوة ثقافية مفتوحة في كل أسبوع. كما كان للحياة المجتمعية والحركة الشعبية في إربد دور كبير في صياغة مفاهيمنا وشخصياتنا من التجارب الاجتماعية.
وفي ختام حديثه دعا المطالقة إلى ثلاثة أمور: أولاً: تدوين الإرث التعليمي والمدرسي في مدينة إربد، يشمل على أسماء المدارس وأماكنها ولوحة الشرف لمدراءها ومربيها الفاضلين الذين أسهموا في نهضة وإرث إربد التعليمي والتربوي على مدار عقود طويلة. ثانياً: العمل على خارطة لبيوت وشوارع إربد العتيقة كما كنّا نعرفها في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، لأنّ جزءاً كبيراً منها قد زال. ثالثاً: توثيق تاريخ الطّب في الأردن وتدوين أسماء المستشفيات والأطبّاء.
حيث استذكر المطالقة أوّل مستشفى خاص تأسس شرق الأردن وهو المستشفى الوطني العجلوني 1919-1924 في بلدة الحصن، والذي أسسه الدكتور سمعان الخوري. والطبيب الهندي ساروز الذي أنشأ مستشفى سانيال 1920-1924 في مدينة إربد، حيث استأجر منزل والد الشاعر مصطفى وهبي التل (عرار).
وفي الختام أشاد الغزاوي بِما قدّمه المطالقة وشكر أصحاب المُبادرة وبلدية إربد، مؤكداً على أن الجلسات القادمة ستعيدنا إلى زمن الأربعينيات والخمسينيات، وشددّ على أهميّة التوثيق والتدوين والتأريخ. هذا وقد شارك مجموعة من طلبة الكشّافة في استقبال الحضور، كما شاركت الفنانة شذى هيثم اللّحام ببعض المقطوعات الموسيقية على آلة الكمان.
والجدير بالذِكر بأن هذه المُبادرة هي ضمن مبادرات عديدة سيقوم بها مجموعة من المتطوعين والتي جاءت بعد مبادرة صباح إربد غير وهم: الدكتور زياد الغزاوي، المهندسة ماجدة الشويّات، الدكتور سامي التل، الباحث في التراث رائد حجازي، الدكتور وليد بني هاني، الدكتور رائد التل، السيد محمد درباس، المهندس ماجد عبندة، السيد إسماعيل الحوري، الدكتور زياد غنيمات. برعاية بلدية إربد ودعم من محافظة إربد.